اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنّه سوف يرسل وفداً إلى قطاع غزة لإجراء مفاوضات مصالحة مع حركة «حماس»، في وقت قتلت فيه القوات الإسرائيلية أربعة مقاومين من «كتائب شهداء الأقصى» قبالة شاطئ غزة
غزة ــ قيس صفدي
اغتالت القوات البحرية الإسرائيلية، أمس، أربعة مقاومين ينتمون إلى «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» كانوا يرتدون ملابس غوص قبالة شواطئ وسط قطاع غزة. وادعى متحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أنّ «دورية للبحرية الإسرائيلية رصدت قارباً عليه أربعة في ملابس غوص في طريقهم لتنفيذ هجوم إرهابي، وأطلقت النار عليهم»، ما أدّى إلى مقتلهم، وفقدان خامس يُعتقد أنّه في عداد الشهداء.
ولم يوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي طبيعة الهجوم، الذي ادعى أنّ المقاومين المستهدَفين كانوا في طريقهم لتنفيذه. ونفى القيادي في «كتائب شهداء الأقصى ـــــ «مجموعات الشهيد أيمن جودة»، أبو الوليد الجعبري، المزاعم الإسرائيلية.
وقال الجعبري، الذي كان يراقب المقاومين من مكانه على شاطئ البحر ونجا من الحادث، إنّ مقاومين من كتائب شهداء الأقصى «كانوا في مهمة تدريبية، وكانوا يلبسون ملابس الغوص، إلّا أنّهم لم يكونوا مسلّحين». وأكّد أنّ المقاومين لم يكونوا ينوون التسلل بحسب مزاعم جيش الاحتلال، متسائلاً: «كيف سيتسللون وهم عزّل من السلاح، وعلى بعد عشرات الأمتار فقط من الساحل».
وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إنّ الشهداء الأربعة هم: محمد قويدر (34 عاماً) وحامد ثابت (20 عاماً) وإبراهيم الوحيدي (25 عاماً) وحامد السيري (20 عاماً). ولم يتم الإعلان بعد عن هوية المقاوم المفقود.
وفي حادثة منفصلة، شنّت طائرة حربية إسرائيلية غارة جوية شرق جباليا شمال القطاع أدت إلى إصابة مواطن فلسطيني بجروح خطيرة. وادعى جيش الاحتلال أنّ الغارة استهدفت مقاومين فلسطينيين كانوا يهمّون بإطلاق صاروخ على بلدات إسرائيلية. كما أصيب عامل فلسطيني بجروح متوسطة، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين يعملون على جمع «الحصمة» من ركام المنازل المدمرة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، لإعادة استخدامها في عمليات البناء وترميم المنازل.
وتمنع دولة الاحتلال إدخال الأسمنت والحديد ومواد البناء إلى القطاع لاستخدامها في إعادة إعمار أكثر من 20 ألف منزل تعرّضت للتدمير الكلّي والجزئي خلال الحرب التي شنّتها مطلع العالم الماضي.
إلى ذلك، اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّه سيرسل وفداً إلى غزّة لإجراء مفاوضات للمصالحة مع حركة «حماس». وقال عباس، لتلفزيون «ان تي في» التركي في إسطنبول، حيث يشارك في منتدى للتعاون الآسيوي، «إنّ أفضل سبيل للرد (على الهجوم) هو إجراء مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ومقاومة إسرائيل يداً بيد». وأضاف «ألّفنا وفداً يضم مسؤولين فلسطينيين سيزور غزة لإقناع حماس (بضرورة) المصالحة». وتابع أنّ الشرط الوحيد للمصالحة هو قبول حماس خطة اقترحتها مصر العام الماضي تدعو حركتي «حماس» و«فتح» إلى التوصل إلى تفاهم وإجراء انتخابات. وقال «اعتقد وآمل أن نحقّق ذلك هذه المرة».
ووصف عباس بـ«المذبحة» الهجوم الإسرائيلي في 31 أيار على «أُسطول الحرية». ودعا إلى تنظيم قوافل بحرية أخرى لإرغام الدولة العبرية على رفع الحصار المفروض على القطاع. وقال «إن لم تنجح هذه السفن في رفع الحصار، بالتالي فلا بد من تكثيف الجهود (...) يجب استخدام كلّ الوسائل المتاحة».