تسير الحركة الشعبية التركية بموازاة الحراك الدبلوماسي والقضائي التركيين لتكثيف الضغط على إسرائيل. ولهذه الغاية، تستضيف مدينة إسطنبول، بدءاً من اليوم، مجموعة اجتماعات ومؤتمرات

بعد مرور أسبوع على الهجوم الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية»، وقتل جيش الاحتلال 9 مواطنين أتراك، واصلت تركيا الرسمية والشعبية التعاطي مع هذا الملف على اعتبار أنّه أولوية الأولويات. وفي اليومين الماضيين، توزّعت الجهود الرسمية على جميع النواحي، بموازاة حركة شعبية لم تهدأ، بل ازدادت وتيرتها على شكل تظاهرات تنقّلت بين المدن التركية تحت شعار أطلقه رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان: «مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة». كل ذلك على وقع تحذيرات السفير التركي لدى الولايات المتحدة، نامق طن، من أنّ بلاده ستقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ما لم تبادر إلى الاعتذار علانية عن الهجوم، وتقبل بإجراء تحقيق دولي وإنهاء الحصار على غزة.
وبما أنّ موضوع لجنة التحقيق الدولية، التي رفعت أنقرة لواءه منذ اللحظات الأولى لما بعد الاعتداء الإسرائيلي، تخطّى حيّز المطالبات التركية ليصل إلى جدول أعمال جميع العواصم العالمية، وفي مقدمتها واشنطن، فمن الواضح أنّ القضاة الأتراك سيكونون مشغولين للغاية في الفترة المقبلة، في محاسبة إسرائيل أمام محاكمهم. وكانت الخطوات التركية الهادفة إلى فتح أبواب القضاء التركي أمام محاكمة مسؤولي الدولة العبرية قد بدأت مع عودة المواطنين الأتراك الذين كانوا على متن سفينة «مافي مرمرة» إلى بلادهم.
وذكرت صحيفة «توداي زمان» المقربة من الحكومة، أول من أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، ورئيس أركان الجيش غابي أشكينازي، سيكونون من بين المتهمين الرئيسيين في التحقيق الذي بدأه المدّعون العامون في أنقرة وإسطنبول.
وبحسب «توداي زمان»، فإنّ المدعي العام في أنقرة محمد طاستان، ينتظر جمع ما يكفي من الأدلة ضد إسرائيل في نهاية التحقيقات ليوجّه عدة تهم بارتكاب جرائم إلى كل من نتنياهو وباراك وأشكينازي، بما في ذلك القتل والتسبب بجروح وأخذ رهائن ومهاجمة مواطنين أتراك في البحار المفتوحة والقرصنة.

إسطنبول تستضيف نجاد والأسد والوزراء العرب والقضاء التركي يستعد لاتهام نتنياهو وباراك
وفي إطار الحراك الدبلوماسي التركي الرامي إلى الضغط على إسرائيل، تستضيف إسطنبول، اليوم وغداً، «مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا»، حيث يُتوقَّع أن يصدر موقف صارم ضدّ إسرائيل وجريمتها، قبل أن تعود المدينة نفسها وتستقبل بعد غد الأربعاء، اجتماع وزراء الخارجية العرب لحضور منتدى التعاون التركي ـــــ العربي.
وتضم قائمة المدعوين المتوقع حضورهم لحضور قمة آسيا، رؤساء إيران محمود أحمدي نجاد وسوريا بشار الأسد (بصفة ضيف) والسلطة الفلسطينية محمود عباس من بين ثمانية رؤساء يشاركون في القمة، إضافة إلى شخصيات بارزة كرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
وبما أنّ إسرائيل من بين الأعضاء العشرين للمنتدى، كان يجب أن تتمثل في المؤتمر بنائب رئيس وزرائها دان مريدور الذي ألغى زيارته بتوصية من جهاز الأمن العام (الشاباك)، مع ترجيح أن يُستَبدَل بدبلوماسي من القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول. ومن المتوقع أن تطغى الجريمة الإسرائيلية وحصارة غزة على ما عداها من مواضيع هي في صلب أعمال المؤتمر، كالوضع في أفغانستان التي سيحضر رئيسها حميد قرضاي. يُذكَر أنّ المنتدى عقد آخر قمة له عام 2006 بهدف مناقشة سبل حل أزمات آسيا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)