تبحث إسرائيل والولايات المتحدة عن صيغة «مبتكرة» لإنهاء الحصار البحري على قطاع غزة، وتسهيل عبور البضائع المدنية إليه، في إطار خطة خروج من الأزمة الحالية، ومنع مواصلة توجيه الانتقادات الدولية إلى الدولة العبرية
يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يدرس اقتراحاً أميركياً لـ«تسهيل عبور البضائع المدنية إلى قطاع غزة»، لكنه في المقابل لا يريد «التسرع في اتخاذ القرارات»، مشيرة إلى أن «نتنياهو يعرب عن استعداده لدراسة أفكار ونماذج جديدة لمراقبة الحركة البحرية باتجاه غزة، على أن يتركز الحصار البحري على منع تهريب الوسائل القتالية إلى حركة حماس».
ويسعى نتنياهو، بحسب الصحيفة، إلى تجنيد الأسرة الدولية لفرض مراقبة أمنية على البضائع المنوي إدخالها الى غزة، على أن يبقى الحصار البري على حاله، مشيرة إلى أن «عملية فك الحصار تأتي ضمن رزمة خروج من الأزمة الحالية، التي أعدتها الولايات المتحدة من خلال محادثات مع إسرائيل وتركيا، التي تتضمن أيضاً تحقيقاً في قانونية الهجوم». وقالت إن «إفراج إسرائيل عن جميع نشطاء قافلة السفن، جاء في إطار خطوة لبناء الثقة مع تركيا».
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن نتنياهو قرر بالفعل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، وتسهيل نقل البضائع المدنية إليه، مشيرة إلى أنه «ينوي رفع كل القيود القائمة على إدخال المنتجات الغذائية ابتداءً من اليوم». وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تميز ما بين منتجات غذائية أساسية ومنتجات غذائية تُعَدّ كمالية، و«نتنياهو ينوي إلغاء هذا التمييز». وأضافت أن «في نية نتنياهو السماح بمرابطة مراقبين دوليين في ميناء أسدود، عن وكالة (غوث اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا أو الصليب الأحمر الدولي، على أن يكونوا موجودين لحظة إنزال البضائع في الميناء، كي تجري عملية تفتشيها أمنياً، قبل نقلها إلى غزة». لكنها شددت في المقابل على أن «رئيس الحكومة لا ينوي السماح للسفن نفسها بالوصول إلى شواطئ قطاع غزة».
وبحسب صحيفة «هآرتس»، أجرى بنيامين نتنياهو سلسلة من المداولات في مسألة التحقيق في «الحادثة البحرية»، تبين من خلالها أنه «يعارض بشدة إجراء تحقيق في عملية اتخاذ القرارات أو سقوط قتلى على متن سفينة مرمرة التركية»، لكنه، في المقابل، «موافق على إجراء تحقيق يتركز على نقطتين اثنتين: قانونية العملية العسكرية في المياه الدولية، واتهام إسرائيل باستخدام مفرط للقوة».
وفي مواصلة لرواية «الدفاع عن النفس»، ذكرت الصحيفة أن ضباطاً في سلاح البحرية الإسرائيلية امتدحوا أداء الجنود على متن السفينة التركية، مشيرين إلى أن «من كان على متنها هم من المخربين والقتلة والمأجورين، وقد جاؤوا لقتل الجنود، لا لمساعدة سكان غزة». وحسب مصادر عسكرية إسرائيلية «عُثر على مخلفات لأعيرة نارية من النوع الذي لا تستخدمه وحدات الكوماندوس في الجيش الإسرائيلي»، وقالت هذه المصادر إن «النشطاء (على متن سفينة مرمرة) استولوا على عدد من المسدسات وبندقية أوتوماتيكية واحدة من طراز أم ـــــ 16. كذلك إن التقدير يشير إلى أنه كان في حوزة النشطاء سلاح إضافي»، مضيفة أن «قائد الكوماندوس البحري الإسرائيلي سمع قبطان سفينة مرمرة يقول إنّ السلاح أُلقي في البحر، قبل انتهاء السيطرة عليها».
رغم ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن «القوة الإسرائيلية تلقت تعليمات من قائد وحدة الكوماندوس بإطلاق النار بعد دقيقتين من بدء الهجوم على السفينة التركية»، لكنها أكدت أنه «من ناحية عملية، أُطلقت النار قبل ذلك، وأنه الجنود أُبلغوا بأنه تجري عمليات إطلاق نار باتجاههم، وأن جنديين على الأقل أُصيبا بجروح»، ما يشير إلى أن المسألة لم تكن من ناحية فعلية، دفاعاً عن النفس، بحسب الرواية الإسرائيلية.
إلى ذلك، أقدم متظاهرون إسرائيليون أمس على إحراق العلم التركي، وتخريب النصب التركي للجندي المجهول في مدينة بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة). وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، أن المتظاهرين رددوا هتافات مؤيدة لمهاجمة الجيش الإسرائيلي لـ«أسطول الحرية»، وحملوا لافتات تشير إلى ذلك، من بينها «كل الاحترام للجيش الإسرائيلي»، و«جميعنا مع الشييطت 13»، و«لن نشرب القهوة التركية».
وكانت تركيا قد شيدت النصب التذكاري عام 2002، قرب محطة القطار التركية القديمة في مدينة بئر السبع، وكتب عليها «لذكرى 298 جندياً تركياً قتلوا خلال خدمتهم للدولة التركية في جبهة بئر السبع، بين الأعوام 1914ـــــ 1918».