خاص بالموقع - تراجع الطلب على البضائع المهرّبة التي يبيعها أبو محمد خلال الأسابيع التي أعقبت إعلان إسرائيل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، من خلال السماح بدخول المزيد من البضائع. لكن لا يبدو أن هذا الأمر يقلقه كثيراً.يقول أبو محمد البالغ من العمر 26 عاماً، إنه «حقق مدخرات تكفيه طوال حياته بفضل ثلاث سنوات تاجر خلالها بالبضائع المهربة عبر نفق يمدّ غزة ببضائع من مصر خلال سنوات الحصار». وأضاف مشيراً إلى حساباته البنكية، «والله حتى أبي لا يعرف حجمها، لأني فتحت أكثر من رقم حساب، وأكثر من ادّخار. ليس هناك حساب باسمي، لأنه في يوم من الأيام ربما أُعتقل»، موضحاً أن «حساباته المصرفية مفتوحة إما باسم زوجته أو ابنه أو أبيه».
ورفض أبو محمد أن تجرى المقابلة وجهاً لوجه، ولم يذكر اسمه الحقيقي حتى عبر الهاتف. ومضى يقول «أنا مهرّب. أنا بالقانون الدولي مهرّب». وذكر أن «العائد من النفق في يوم تسير فيه الأحوال على ما يرام من الممكن أن يصل إلى 100 ألف دولار».
يملك أبو محمد الآن سيارة مرسيدس ثمنها 80 ألف دولار، وبنى منزلاً يعيش فيه مع زوجته وابنه وابنته، اللذين قال إنه سيكفل لهما التعليم الجامعي الذي حرم منه لأن والده لم يكن قادراً على دفع الرسوم المطلوبة. وتابع أبو محمد «هناك مثل عربي يقول مصائب قوم عند قوم فوائد. هذا مثل عربي وهذه كانت فائدة بالنسبة إلينا ومصيبة بالنسبة إلى أناس آخرين». وأضاف أن غالبية البضائع التي تمر عبر نفقه هي «المنتجات الغذائية المعلبة ومنتجات الألبان من مصر. بل إنه كان في بعض الأحيان يجلب بضائع مطلوبة لزبائن معيّنين، مثل الأثاث المصري الذي تقلّ أسعاره عن الأثاث المصنوع في غزة». وأشار إلى أن الطلب بالفعل بدأ ينخفض قبل أن تعلن إسرائيل سياستها الجديدة في 20 حزيران الماضي، وقال إن السبب هو الظروف الاقتصادية الصعبة في غزة، «فلا سيولة في البلد».
وبالنسبة إلى الوقت الراهن، يعتقد أبو محمد أن «الطلب سيظل موجوداً على البضائع المهرّبة من مصر، وأن الحصار لا زال قائماً، والبضائع التي تجتاز المعابر تدخل بكميات محدودة للغاية».
(رويترز)