font color="gray">خاص بالموقع - كان اختفاء زوجة قبطيّة في الخامسة والعشرين من العمر لبضعة أيام، إثر خلاف مع زوجها، كافياً لإشعال فتيل التوتر من جديد بين الأقباط والمسلمين، مع انتشار الشائعات بتعرضها للخطف وإرغامها على اعتناق الإسلام.وتغيّبت كاميليا زاخر، وهي زوجة كاهن كنيسة مار جرجس في بلدة دير مواس التابعة لمحافظة المنيا (صعيد مصر)، عن منزل الزوجية لخمسة أيام، قبل أن تعثر عليها أجهزة الأمن يوم الجمعة الماضي عند صديقة لها، وتقتادها تحت حراسة الشرطة إلى منزل الزوج الذي تركته إثر خلاف بينهما.
ومع انتشار الشائعات عن تعرضها للخطف ومحاولة إرغامها على اعتناق الاسلام، جرت عدة تظاهرات غاضبة للأقباط في القاهرة ومحافظة المنيا.
وأثارت حالة كاميليا زاخر تساؤلات عن سرعة تحرك الجهاز الأمني إزاء هذه الحالة التي تحمل بذور فتنة طائفية، رغم أنه تبين في نهاية الأمر أنها ليست سوى مشكلة زوجية عاديةوقال الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إسحق إبراهيم، إنه «إذا كانت أجهزة الأمن وقيادات الكنيسة تجمع على أن السيدة كاميليا شحاتة زاخر لم تكن مختطفة، وأنها تركت منزل زوجها بمحض إرادتها، فعلى أي أساس قانوني تتحفّظ أجهزة الأمن على مواطنة بالغة عاقلة وتسلّمها إلى أسرتها؟».
من جهتها، بدت الكنيسة القبطية، التي شكرت علناً أجهزة الأمن لإعادة المرأة الشابة، شديدة التحفظ.
ومع تفاقم حالة الاحتقان والتوتر بين المسيحيين والمسلمين، وتردي الوضع السياسي والاقتصادي، حذّر بعض المراقبين من ازدياد التطرف والتعصب لدى الجانبين. وقال رئيس تحرير صحيفة «الدستور»، إبراهيم عيسى، إن «مصر باتت بلداً متعصباً وبلد الكراهية بين أصحاب العقيدتين، رغم النفاق المزري الذي نراه من رجال الدين من الناحيتين، ورغم كذب الحكومة بنفي وجود أزمة واحتقان طائفي في البلد».
وأضاف عيسى إن «مصر يسودها التطرف والتعصب والجهل سواء عند المسلمين أو المسيحيين، بسبب الكبت والقهر والفساد، وسيادة الدعاة السلفيين والوهابيين على رؤوس المسلمين، وسيطرة رجال الكنيسة والكهنوت على مخّ الأقباط وحياتهم». وأضاف «هناك مهووسون متطرفون يعتقدون أن نجاحهم في أسلمة زوجة كاهن أو مسيحي هو انتصار للإسلام على المسيحية، تماماً كما يعتقد مهووسون آخرون أن تنصير شاب ابن أسرة متديّنة أو ابن شيخ هو انتصار للمسيحية، حتى يبدو كأنه انتصار على الإسلام في عقر داره».
وأكد عيسى أن «حالة كاميليا لن تكون آخر حالة لزوجة كاهن تختفي».

(أ ف ب)