أدى اجتياح إسرائيلي مفاجئ وكبير لمخيم قلنديا، شمالي القدس المحتلة، فجر أمس، إلى استشهاد فلسطينيين، حاول أحدهما ــ على الأقل ــ دهس جنود إسرائيليين خلال الاجتياح، وفق بيان جيش العدو، الذي قال إن عملية الدهم جرت «لتوقيف فلسطينيين مطلوبين وضبط أسلحة في قلنديا»، مضيفاً أنه جرت «محاولتا دهس بالسيارة ضد قوات الأمن في موقعين مختلفين من المخيم».
والشهيدان هما أحمد جحاجحة (21 عاماً) وحكمت حمدان، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين، قالت وسائل إعلام عبرية، إنهم أصيبوا بإطلاق نار وليس نتيجة عملية الدهس التي أعلن الجيش حدوثها بداية، ثم بينت التحقيقات الأولية أنهم أصيبوا بنيران جنود آخرين من جيش العدو بالخطأ، وتحديداً خلال التصدي لإحدى السيارتين.
وقال شهود عيان فلسطينيون، إن عملية الاقتحام التي نفذتها القوات الإسرائيلية ترافقت مع صدامات عنيفة مع الفلسطينيين استمرت عدة ساعات، فيما أسندت وحدات من المستعربين الجيش الذي اقتحم المخيم من عدة محاور، وأطلقوا الرصاص الحي باتجاه الشبان الذين تصدوا لهم. وأضافت المصادر أن القوات الاسرائيلية اعتقلت فلسطينياً يدعى محمود أبو لطيفة ( 26 عاماً) بعد اقتحام منزله، واقتحمت أكثر من ثلاثين منزلاً وعدداً من المحالّ التجارية ومختبراً طبياً حطمت محتوياته بالكامل.
وأفيد بأنه جرى اقتحام منازل الشهداء ليث مناصرة وأحمد أبو العيش ومحمود عدوان. ووفق رواية الاحتلال، فإن الشهيد جحاجحة أقدم على دهس عدد من الجنود بسيارته الخاصة، ما دفعهم إلى إطلاق النار عليه من مسافة لا تتجاوز ثلاثة أمتار وتركوه ينزف إلى أن جرت تصفيته قبل أن يُختطف جثمانه مع شاب آخر لم تعرف هويته بعدما أصيب في الاعتداء. وكان لافتاً في خلال الاقتحام الإسرائيلي ورشق الجنود بالحجارة أن يقدم شاب فلسطيني على تنفيذ عملية في تلك اللحظات.
والشهيد جحاجحة هو طالب في الكلية العصرية الجامعية في مدينة رام الله، ويدرس في تخصص الصحافة والإعلام في سنته الثانية، وهو أحد أقرباء الشهيد يونس جحجوجن الذي قضى قبل قرابة عامين خلال عملية مشابهة.
في غضون ذلك، استشهدت في مستشفى «بلنسون» في «بتاح تكفا» الإسرائيلية، الفتاة سماح عبد الله (18عاماً) من بلدة عموريا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة المحتلة، متأثرة بإصابتها البالغة برصاص العدو الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع. وذكر أحد أقرباء الشهيدة لوكالة محلية أن الأطباء أجروا لها صورة طبقية تمهيداً لإجراء عملية جراحية لها، ثم تبين وجود نزف داخلي منع الأطباء من إجراء العملية والطلب من أهلها انتظار استشهادها في أي لحظة.
وعبد الله أصيبت على حاجز حوارة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، إثر إطلاق جنود العدو النار بعشوائية على الناس أثناء محاولة الطعن التي نفذها الشهيد علاء حشاش بالتزامن مع مرور الشهيدة وعائلتها بسيارتهم.
وفي اليوم نفسه، اعتقل الجيش الإسرائيلي رئيس مجلس اتحاد طلبة جامعة بير زيت، سيف الإسلام دغلس، ومجموعة من قيادات «الكتلة الإسلامية» التابعة لحركة «حماس»، وذلك بعد تفتيش عدة منازل في مدينة رام الله. وقال المصدر في «الكتلة»، إن من بين المعتقلين منسقها، ابراهيم جاك، ومسلم البرغوثي، بالإضافة إلى سكرتير مجلس الاتحاد، إيهاب ناصر. وجامعة بير زيت من أهم الجامعات الفلسطينية، وتشكل كتلتها الطلابية، بالإضافة إلى الجامعات الفلسطينية الأخرى، المحرك للأحداث في الضفة المحتلة.
أما في غزة، فأصيب، مساء أمس، ثلاثة مزارعين في قصفٍ إسرائيليٍ شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، عقب إعلان العدو استهداف دورية للجيش قرب السياج الأمني، دون إصابات. واستهدفت القذائف المدفعية نقطة رصد للمقاومة في منطقة الفراحين قرب المنطقة التي وقع فيها الانفجار، فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن أحد المصابين في حالة خطرة جراء إصابته في الرأس.
في المقابل، قالت القناة العبرية العاشرة، إن عبوة ناسفة انفجرت قرب آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي. وذكر المراسل العسكري للقناة أن آلية عسكرية تعرضت لانفجار عبوة ناسفة قرب الحدود دون وقوع إصابات، فيما «رد الجيش بإطلاق قذائف الهاون في المكان».
على الصعيد السياسي، علقت «حماس» على إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، أن سبب إقالة وزير العدل في حكومة التوافق، سليم السقا، قبل أيام، هو مخاطبته مصر بشأن المختطفين الأربعة في سيناء، يمثل دليلاً على أن «الحكومة تدار بقرارات من فتح». وقالت «حماس»، في بيان، إن اعتراف الأحمد «يبرهن على أن الحكومة الحالية ليس لها علاقة بالتوافق».
وكان رئيس السلطة، محمود عباس، قد أجرى تعديلاً وزارياً على حكومة الوفاق مساء الاثنين الماضي، أضاف بموجبه ثلاثة وزراء جدد، بعدما أقيل السقا.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)




مشعل لكوادر «حماس»: ضاعفوا جهدكم لتطوير المقاومة

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، كوادر حركته إلى مضاعفة طاقاتهم وجهدهم لتطوير العمل وتعزيز مشروع المقاومة والمشروع السياسي. وقال في كلمة خلال حفل أقامته «الكتلة الإسلامية» في جامعة بيرزيت في رام الله وسط الضفة، بعد ظهر أمس، إن «طلاب الجامعات هم صناع الثورات ومنشئو ومؤسسو الحركات والأحزاب والقوى وأصحاب المبادرات الشجاعة والأنشط لساحات المواجهة».
وشدد مشعل على «ضرورة تعميق الانتفاضة في وجه الاحتلال وتعزيز مسيرة المقاومة وامتلاك كل أدوات الفعل وأوراق القوة، لأنها الاستراتيجية الجادة التي بغيرها لا تتحرر الأوطان ولا غنى عن هذا المسار مهما كانت الصعوبات». ودعا إلى «ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني... لا غنى لأحد عن الآخر فالوطن أكبر منا جميعاً». وتابع: «الجميع منخرط في مسيرة النضال منذ 100 عام لكل دوره وفضله... نرى هذا العدو يخسر ويخسر على الساحة الدولية».