يستقبلكم مخيم شاتيلا هذا العام في مهرجانات الصيف التي تقام للمرة الأولى برعاية أهالي المخيم. يمتد المهرجان على أربعة أيام تحمل عناوين مختلفة، كيوم التراث ويوم الحقوق، ويوم الطفل الفلسطيني واليوم الفني
سحر موسى
كما لبيت الدين وصور وبعلبك مهرجاناتها الصيفية، أصبح للمخيمات أيضاً مهرجاناتها. المهرجان الأول يقام في مخيم شاتيلا بين 29 تموز والأول من آب، على أن تنتقل التجربة إلى باقي المخيمات في أوقات لاحقة. أطلقت الفكرة مجموعة ناشطين من المخيم، عملوا على تطويرها ووضع أسس المشروع الذي «يقوم على اقتناعات تنبع من الشارع المخيماتي واحتياجاته، والذي يأتي تأكيداً لحقوق الفلسطينيين المدنية والاجتماعية والاقتصادية، وخصوصاً حق التملك والعمل والتنقل والعودة إلى الديار الأصلية، فلسطين». بعد وضع البرنامج الأولي للمشروع، وُجِّهت دعوات إلى جميع الجمعيات والأندية والروابط الأهلية داخل مخيم شاتيلا للمشاركة في إعداد فاعليات المهرجان.
وبما أن المسيرات تحولت إلى نوع من أسلوب تعبير هنا، يبدأ المهرجان بمسيرة تجوب أزقة المخيم، معلنة إطلاق الفاعليات، يشارك فيها أهالي المخيم كباراً وأطفالاً، رجالاً ونساء. تليها «مضافة» لكبار السن، تبث مباشرة على القناة الداخلية للستالايت. يمثل كل واحد من كبار السن قريته أو مدينته في فلسطين، فيحكي عنها وعن خيراتها وأيام شبابه فيها. فهناك ممثل لقرية الياجور وآخر لبلد الشيخ ومجد الكروم وغيرها الكثير من القرى والمدن التي ينتمى إليها أهالي المخيم. أما اليوم الثاني للمهرجانات، فهو يوم الطفل، الذي تشارك فيه معظم الجمعيات والروضات العاملة في المخيم. ويتميز هذا النهار بأنه يجمع للمرة الأولى أطفالاً عراقيين ولبنانيين من خارج المخيم إلى جانب الأطفال الفلسطينيين وغيرهم من القاطنين في مخيم شاتيلا. ويبدأ النهار بتوزيع الأطفال إلى مجموعات تضم أطفالاً من جنسيات مختلفة، يتجولون في أزقة المخيم وشوارعه للمشاركة في مختلف الألعاب التثقيفية والترفيهية. ولا يغيب عن الألعاب تاريخ وجغرافية فلسطين والعراق، وبالتأكيد البلد المضيف لبنان. وينتهي يوم الطفل بتوزيع الهدايا للأطفال في حفل ترفيهي يضم أغاني للأطفال وسيركاً ومهرجاً ومسرحاً للدمى، وعروضاً يقدمها أطفال المخيم. وبعد انتهاء يوم الطفل، يختتم اليوم الثاني للمهرجانات بندوة عن الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان.
ويستضيف المخيم في اليوم الثالث الفنان الفلسطيني أبو عرب وفرقته الموسيقية. واختارت اللجنة التحضيرية للمهرجان أبو عرب لإحياء اليوم الفلسطيني، لأنه ما زال يحمل الهوية الفلسطينية في أغانيه، ولأنه واحد من الفنانين الفلسطينيين الذين يلقون إجماعاً من جيل الشباب وكبار السن. وتنتهي فاعليات المهرجان في اليوم الرابع بعرض فيلم «اللاجئون الفلسطينيون إسهامات مهمشة» للمخرج غابي الجمال، ومن إنتاج المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان، يليه نقاش مع فريق العمل.
يعكس هذا المهرجان الوجه الثقافي والفني للمخيمات الفلسطينية في لبنان. وخصوصاً أن المبادرة كانت من أبناء المخيم الذين يُجرون الاستعدادات الضخمة، انطلاقاً من اقتناعهم بضرورة إظهار أن المخيمات قادرة على استضافة المهرجانات الثقافية والفنية، رغم الأوضاع الصعبة التي تعانيها. ويؤكد القائمون على المهرجانات أن الدعوة عامة، وأن فاعليات المهرجان تتوجه إلى الجميع، فلسطينيين ولبنانيين، وكل من يريد التعرف إلى المخيمات، بعيداً عن الصورة السلبية التي يعكسها الإعلام.


فلسطينيون يعتذرون

لم يكن بالإمكان الحصول على موافقة بعض الفنانين الفلسطينيين للمشاركة في مهرجانات مخيم شاتيلا صيف 2010، بسبب المبالغ التي طلبها بعضهم، والتي تساوي الميزانية المخصصة لأيام المهرجان الأربعة، فيما تذرع البعض بالتزامات أخرى، بعدما كانوا قد أبدوا الموافقة والحماسة للمشاركة. ربما ما زال البعض لا يثق بقدرة المخيمات على الجذب الجماهيري والإعلامي لنشاطات ثقافية وفنية، وإن أكدوا فضل هذه المخيمات عليهم ودورها، ولا سيما «عاصمة الصمود» شاتيلا الذي يستضيف النسخة الأولى لمهرجانات المخيمات.