يُنتَظَر أن تكون الساعات المقبلة حاسمة، إما لناحية إيجاد حلحلة عراقية حكومية، وإما لضرب موعد جديد مع تأجيل الاتفاق على رئيس جديد للوزراء، وذلك في ظل استعجال أميركي تُرجم برسائل أقرب إلى الأوامر
بغداد ــ الاخبار
تنقّل الحدث العراقي، أمس، ما بين واشنطن وأربيل. في العاصمة الأميركية استعجال صريح من الرئيس باراك أوباما، هو أشبه بأمر اليوم لتأليف حكومة سريعاً. أمّا في عاصمة إقليم كردستان العراق، فيستعدّ الزعماء لعقد مجموعة من اللقاءات التي قد تكون مصيرية في الاتفاق على حكومة ورئيسها.
ودعا أوباما القادة العراقيين إلى عدم التأخير في تأليف الحكومة، وتحمّل مسؤولياتهم الدستورية. وقال، عقب لقائه مع السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل وقائد قواته المحتلة الجنرال ريمون أوديرنو، إنه «في أعقاب انتخابات ديموقراطية ناجحة في العراق في الربيع، نرى أن الوقت قد حان بالنسبة إلى الزعماء العراقيين لممارسة مسؤولياتهم الدستورية وتأليف حكومة من دون تأخير». ورحّب أوباما بتقرير أعدّه أوديرنو، يفيد بأنّ القوات الأميركية ستكمل انسحابها من العراق إلى مستوى 50 ألف جندي بحلول نهاية شهر آب المقبل. حتى إنّ أوديرنو أبلغ أوباما أنّ الجيش يسبق الجدول الزمني المقرَّر لخفض عدد القوات، علماًً بأنّ هناك حالياً نحو 80 ألف جندي أميركي في العراق.
وقال بيان البيت الأبيض إنّ أوديرنو وهيل قدّما معلومات عن حالة المفاوضات العراقية لتأليف الحكومة الجديدة، والوضع الأمني على الأرض، وسحب القوات بما يؤدي إلى إنهاء المهمات القتالية في نهاية آب المقبل.
كذلك عزّز نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، هذا الاستعجال، حين اتصل بكل من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومنافسه إيّاد علّاوي لحثّهما على الإسراع في الاتفاق على حكومة «تضم جميع الأحزاب والقوائم الأربع الفائزة»، في إشارة إلى ائتلافي علّاوي والمالكي والائتلاف الموحَّد والتحالف الكردستاني.
وكان لافتاً هجوم المرجع الديني علي السيستاني على «التدخلات الإقليمية» في الشأن العراقي. وقال ممثّل السيستاني في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، إنّ «القرار والتفاهمات وتحقيق الانفراج السياسي لا بد أن تكون نابعة من إرادة عراقية بحتة، ولا يصح أبداً إعطاء الفرصة والمجال لأي تدخل إقليمي مهما كان، لأن هذه الدول الإقليمية لا تفكر إلا في مصالحها، وقراراتها نابعة من مصالحها».
على صعيد آخر، وصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى أربيل لإجراء مباحثات رسمية مع القيادات الكردية، وذلك بعدما بحث في الملف خلال اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني.
وفي السياق، كشف القيادي في «الائتلاف الوطني الموحّد»، محمد مهدي البياتي، عن وجود اتفاق أوّلي على انتخاب القيادي في التحالف الكردستاني فؤاد معصوم رئيساً لمجلس النواب مؤقَّتاً، «إذا تعذر الاتفاق على انتخاب الرئاسات الثلاث في صفقة واحدة، خلال اجتماعات الكتل السياسية يوم الأحد المقبل، الذي سيسبق جلسة البرلمان المؤجّلة» المقررة يوم الاثنين.
وأوضح البياتي أنّ «الاتفاق على رئيس البرلمان المؤقَّت ناقشه رئيس «المجلس الأعلى» عمار الحكيم ورئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائب الرئيس عادل عبد المهدي، فضلاً عن فؤاد معصوم نفسه».
إلى ذلك، نفى القيادي في ائتلاف «دولة القانون»، علي الأديب، ما تردّد من أنباء عن وجود اتفاق بين قائمته والقائمة «العراقية» لتقاسم السلطة بينهما.