خاص بالموقع- ضاعف الرئيس المصري حسني مبارك ظهوره العلني هذا الأسبوع لينفي الشائعات حول صحته. لكن هذا النشاط المكثف لم يسكت التساؤلات حول خلافته التي ما زالت محاطة بالغموض. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، في تصريحات نشرتها صحيفتا «المصري اليوم» و«الشروق»، اليوم، إن «نشاط مبارك خير رد على تقارير خرجت من إسرائيل ودوائر أميركية». وأضاف إن «الطاقم المعاون للرئيس، سواء في مؤسسة الرئاسة، وفي مجلس الوزراء، يلهث وراء الرئيس الذي لا يتعب ولا يكلّ»، مشيراً إلى أن «مبارك حضر هذا الأسبوع احتفالات عدّة أقيمت بمناسبة تخرج دفعات جديدة من الكلية الحربية والكلية الجوية والكلية الفنية العسكرية وأكاديمية الشرطة». لكن الشائعات حول صحة مبارك تعود، بحسب المحللين، نتيجة عدم توافر معلومات رسمية عن هذا الموضوع. ويؤكد الباحث في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو الشبكي، أن «الشائعات سببها غياب الشفافية وعدم وجود معلومات عن حالته الصحية بعد الجراحة التي أجراها، وعدم صدور بيانات واضحة من مؤسسة الرئاسة». وأضاف إن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة «تعطي الانطباع بأنه يتحدث عن شاب في العشرين من عمره، في حين أن من الطبيعي جداً أن يراعي الرئيس سنه وحالته الصحية».
وإذا كانت نشاطات مبارك من شأنها دحض التكهنات حول تدهور مفاجئ في صحته، فإنها لا توقف التساؤلات بشأن المستقبل السياسي لأكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وقد اعتبره الغرب على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة، وتداً رئيسياً للاستقرار والاعتدال في الشرق الأوسطولم يكشف مبارك وابنه جمال (47 عاماً) الذي تطرحه بعض دوائر النظام خليفاً لوالده، عن نياتهما. وخلال زيارة إلى إيطاليا في 19 أيار الماضي، سئل مبارك عما إذا كان سيترشح مجدداً في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011، فابتسم وأشار بيده إلى أعلى، مكتفياً بالقول: «الله وحده يعلم».
وداخل النظام المصري نفسه، ظهرت تباينات بشأن خلافة مبارك. فرئيس الوزراء المصري، أحمد نظيف، قال «أتمنى أن يكون مبارك، وربنا يدّيه الصحة، قادراً» على الترشح مجدداً في انتخابات العام المقبل، معتبراً أن «النظام السياسي في البلاد لم يفرز أي شخص قادر على تولي القيادة الآن».
وانتقدت شخصيات قريبة من جمال مبارك، رئيس الوزراء الذي بدا كأن تصريحاته تنفي قدرة ابن الرئيس على تولي الحكم من بعده. وقال أمين الإعلام في الحزب الوطني الحاكم، علي الدين هلال، وهو من الدائرة المحيطة بجمال، «هناك العديد من الشخصيات في الحزب الوطني المؤهلة للترشح للرئاسة، وليس جمال مبارك فقط».
ويستبعد المحللون المصريون أن تعم الفوضي في البلاد في حالة خلوّ مقعد الرئاسة. ويعتقد عمرو الشبكي أنه ليس هناك سوى ثلاثة سيناريوهات لخلافة مبارك: إما أن تأتي شخصية من المؤسسة العسكرية، أو أن يترشح جمال مبارك، أو البديل الثالث المتمثل في المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي.
ويميل الشبكي إلى الخيار الأول، معتبراً أن «فرص التوريث تتضاءل، وخصوصاً أنه ليس هناك إجماع حول هذا الخيار داخل النظام»، مدلّلاً على ذلك باستمرار الغموض حول مرشح الحزب الحاكم في انتخابات عام 2011. ويضيف «بات واضحاً أن مبارك لن يترشح العام المقبل. ولو كان هناك اتفاق على ترشيح جمال مبارك خلفاً له، لجرى الإعلان عن ذلك وبالتالي عدم إبقاء هذا الغموض».
ويعتقد الشبكي أن إمكان وصول البرادعي إلى الرئاسة «ضعيف لأنه وإن كان يحظى بتعاطف المصريين، فهو لا يمتلك أدوات قوية تمكنه من الوصول الى السلطة».
من جهته، يقول الخبير في المركز نفسه، عماد جاد، إن «المصريين لا يعرفون من سيكون رئيسهم المقبل. لكني أعتقد أن المؤسسة العسكرية والأمنية أعدت بالفعل خطة لانتقال السلطة. بل إن اسم وزير الطيران المدني أحمد شفيق يتردد بقوة».
(أ ف ب)