في عدوانها على غزة، وعلى مدى 22 يوماً، انتهكت إسرائيل قوانين الحرب. جاء تقرير غولدستون وأكّد ذلك، ولم تتحرك العدالة الدولية لمحاسبتها، واليوم إقرار منها بهذه الجرائم، ولن تتحرك العدالة
مهدي السيّد
أقرّت دولة الاحتلال في تقرير قدّمته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، باستخدامها الفوسفور الأبيض خلال عدوانها على قطاع غزة، واستهداف المدنيين، وذلك عبر إعلانها أن جيشها أدخل تعديلات على عقيدته القتالية من أجل التقليل من سقوط الضحايا المدنيين، والحدّ من استخدام الفوسفور الأبيض.
ورغم أن الاعترافات الإسرائيلية تستدعي محاكمتها بتهم ارتكابها جرائم حرب، يبدو جلياً أن الحكومة العبرية ترمي من خلال تقريرها هذا إلى التخفيف من حدّة الانتقادات الدولية عبر الإيحاء بأنها تعمل كل ما في وسعها، وبشفافية عالية، لتجنّب المس بالمدنيين.
وتعهدت إسرائيل، في تقريرها عن عدوان «الرصاص المصهور» على قطاع غزة في 2009، بالحدّ من استخدام الذخائر المزوّدة بالفوسفور الأبيض، وتجنّب الخسائر المدنية في النزاعات مستقبلاً.
تقرير الحكومة الإسرائيلية يُدينها ويستدعي محاكمتها أمام المحكمة الجنائية الدولية
وأوضح التقرير، المؤلف من 37 صفحة، أن «رئيس أركان الجيش (غابي أشكينازي) أمر بإعداد عقيدة واضحة وإصدار أوامر بشأن مسألة مختلف الذخائر التي تحتوي على فوسفور». وأكد أيضاً أن «هذه التعليمات تطبّق في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن الجيش أدخل تعديلات على عقيدته القتالية «من أجل تقليل عدد الضحايا المدنيين والأضرار التي تلحق بالممتلكات الخاصة».
وأضاف التقرير أن «الجيش الإسرائيلي اعتمد إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز حماية المدنيين خلال معارك في المدن». وأشار إلى «تعيين ضابط مسؤول عن الشؤون الإنسانية» في كل وحدة قتالية، بدءاً من الأفواج.
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يغال بالمور، أن «هذا التقرير يمثّل تحديثاً ثانياً مبنياً على مختلف التحقيقات التي أجراها الجيش». وأضاف «نرغب بذلك في أن نثبت أننا نتصرف بشفافية تامة، وأننا نرغب في التعاون مع الأمم المتحدة والمجموعة الدولية».
في المقابل، طالبت حركة «حماس» المجتمع الدولي بتقديم قادة إسرائيل إلى المحاكمة كمجرمي حرب، بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية باستخدام الفوسفور الأبيض خلال الحرب على غزة.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن «تقرير حكومة الاحتلال الذي قدّمته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يدينها باستخدامها للفوسفور الأبيض في قتل المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان». ورأى أن هذه الإدانة «تستدعي خطوات عملية وفعلية على أرض الواقع لمحاكمة قادة الاحتلال في محاكم الجنايات الدولية». وطالب المجتمع الدولي بـ«ضرورة الإسراع في محاكمة قادة العدو الصهيوني كمجرمي حرب، واستخدام كل أوراق الضغط لعزل الكيان الصهيوني ولجم جرائمه».