مهدي السيّدبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، أمس، اتصالات هادئة لخفض مستوى اللهيب بينهما ومنع تدهور العلاقات بين الشريكين الكبيرين في الحكومة. ولهذه الغاية التقى الرجلان، أمس، في محاولة للنزول عن الشجرة التي تسلقاها، وتجنباً «لانكسار الجرة» بينهما، وانفراط عقد الائتلاف الحالي، حيث يبدو جلياً أن كليهما غير معني بذلك، في هذه المرحلة على الأقل.
واستبق الرجلان لقاءهما بإطلاق مجموعة من المواقف تهدف إلى تبريد الأجواء الساخنة بينهما، وتؤكد حرصهما في استمرار الشراكة الائتلافية بينهما، بعدما شاعت تقديرات تشير إلى أن نتنياهو معني بإبعاد ليبرمان وحزبه عن الائتلاف الحالي واستبداله بحزب «كديما»، تمهيداً للدخول في مرحلة تفاوضية جديدة مع السلطة الفلسطينية، في مقابل تقديرات أُخرى تفيد بأن ليبرمان يستعد لمثل هذا الاحتمال، وأنه يحاول الحيلولة دون تحققه لاعتبارات حزبية وسياسية، ولكن ليس بكل ثمن.
وعليه، فقد أعلن نتنياهو أمس أن «إسرائيل بيتنا» هو «شريك مركزي وهام في الحكومة». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في مكتب نتنياهو قولها إن الأخير أكد أمام مقربين منه أنه مقتنع بإمكان التوصل إلى حل لمعظم الخلافات بالحوار والتفاهم وأنه سيعقد اجتماعاً «شخصياً» مع ليبرمان.
وكان مسؤولون رفيعو المستوى في مكتب نتنياهو قد نفوا بحزم، لـ«يديعوت أحرونوت»، التقارير بأن نتنياهو يحاول أن يُري ليبرمان الطريق الى الخارج. وقال هؤلاء المسؤولون إن «رئيس الحكومة يحتاج إلى ليبرمان مثلما يحتاج إليه الأخير. وهما يعرفان بأن عليهما أن يتوصلا إلى تفاهم حول سبل العمل الملائمة والمرتّبة منعاً للأزمات في المستقبل».
يشار إلى أن الخلافات بين ليبرمان ونتنياهو تتمحور حول عدد من المواضيع، أهمها الخلاف حول قانون التهويد وموضوع الميزانية. وعليه، فإن السؤال الكبير، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، هو ماذا سيكون موقف نتنياهو في قانون التهويد، ذلك أن نتنياهو قال لمقربيه، بحسب الصحيفة، إنه سيكون مستعداً للمساومة في موضوع الميزانية، لكنه لن يساوم في قانون موضوع التهويد.