المنظّمون يتراجعون عن التوجّه إلى القطاع... والاحتلال يواصل تحرّشاته اتخذت سفينة «الأمل» الليبية، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار، قرارها: سترسو في ميناء العريش المصري، بعدما تضاربت الروايات حيال الوجهة الحقيقية للسفينة، التي حاصرتها 8 بوارج حربية إسرائيلية
انتهت الروايات المتضاربة وحسمت مؤسسة القذافي، التي يرأسها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي سيف الإسلام، وجهة سفينة «الأمل» الليبية، التي تحاصرها 8 بوارج وسفن حربية إسرائيلية، بعدما أعلن المدير التنفيذي للمؤسسة، يوسف صوان، أنّ السفينة ستتجه إلى العريش. وأكد أن السفينة غيّرت مسارها وباتت تتجه إلى ميناء العريش المصري، بعدما «سجلت نقاطاً» في خدمة الشعب الفلسطيني وقطاع غزة. وقال «انطلاقاً من حرصها على سلامة جميع الأشخاص الموجودين على متن السفينة قرّرت المؤسسة أن تتوجه السفينة إلى ميناء العريش لإفراغ حمولتها هناك»، معتبراً أن السفينة تمكّنت من «تسجيل نقاط» خدمةً للفلسطينيين ولقطاع غزة.
وقبل ذلك كانت الروايات قد تضاربت بشأن وجهة السفينة، بعدما أعلن المتحدث باسم المؤسسة، ما شاء الله زوي، الموجود على السفينة، أنّ طاقمها والناشطين «مصرّون على التوجه إلى غزة». وأشار إلى أنّ «السفينة تبعد 20 ميلاً بحرياً عن سواحل القطاع». وأضاف إنه «بعد توقف السفينة 12 ساعة بسبب عطل في المحرك، استأنفنا الرحلة نحو غزة. نحن الآن متّجهون في نفس المسار المؤدي إلى العريش وغزة، لكننا سنتوجه إلى غزة».
وتابع زوي «نحن محاطون بثماني بوارج حربية وقوارب إسرائيلية، وبعض البوارج عليها مروحيّات». وأكد أن «الإسرائيليين اتصلوا بالسفينة بواسطة اللاسلكي مساء أول من أمس، وطلبوا معرفة أسماء الركاب والطاقم وجنسياتهم ووجهتهم». وأضاف «مرت ساعات الليل صعبة، طلبوا بإصرار تحويل وجهتنا إلى بور سعيد (مصر) ورفضنا. قلنا لهم إنّ وجهتنا إلى غزة»، مشيراً إلى أن الإسرائيليين «سلّطوا على السفينة أنواراً كاشفة لقراءة اللافتات التي يرفعها الناشطون».
في المقابل، أصرت إسرائيل على قولها إن السفينة غيّرت وجهتها نحو العريش المصري. وأعلن مسؤول إسرائيلي أن سفينة «الأمل» غيّرت وجهتها بعدما حذّرتها البحرية الإسرائيلية، وطالبتها بالابتعاد عن قطاع غزة المحاصر. وأظهر موقع «مارين ترافيك» الإلكتروني، المتخصص في حركة الملاحة، أنّ السفينة التي ترفع علم مولدافيا، تتحرك باتجاه الجنوب الشرقي صوب العريش، على بعد 56 كيلومتراً.
وسبق ذلك إعلان ناطق عسكري إسرائيلي أنّ «سفناً حربية إسرائيلية تراقب السفينة المتوقفة في المياه الدولية بسبب عطل في المحرك بين مرفأ العريش المصري والأراضي الفلسطينية». وأشار إلى أنّ البحرية الإسرائيلية «تراقب السفينة عن كثب، للتأكد من أنّ الأمر ليس مناورة».
وفي السياق، نقلت صحيفة «معاريف» عن مسؤول عسكري، قوله إن «القوات البحرية لا تتوقع مواجهة صعوبات مع 21 شخصاً على متن سفينة الشحن، لكنها مستعدة لأيّ احتمال». وأضاف «لا نتوقع مواجهة مقاومة. لكن إذا واجه جنودنا صعوبات، فلن يتردّدوا في استخدام القوة».
وبدا أن السفينة قد احتُجزت في المياه الدولية ليلة أول من أمس، وبثّت إذاعة إسرائيل ما قالت إنه تسجيل لقبطان السفينة الليبية، وهو كوبي يدعى أنطونيو، يبلغ فيه مفاوضين من البحرية الإسرائيلية عبر اللاسلكي أنّ مهندسي السفينة يحاولون إصلاح مشاكل فنية أصابتها. ثم قال آخر «يبدو أن السفينة تغلبت على مشاكلها. إنها تتجه الآن إلى العريش».
كذلك بثت الإذاعة الإسرائيلية تسجيلاً بدا فيه أنّ البحرية الإسرائيلية تتوعّد القبطان بأنه سيكون مسؤولاً عن أيّ مواجهة في البحر، وأيّ تداعيات قضائية للأمر.
أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فكان لها روايتها. إذ قالت إنّ «المصريين أعلنوا في الثامنة والنصف من مساء أمس أنهم استجابوا لطلب السفينة بالرسو في العريش. لكن بعد مرور ساعتين ونصف ساعة فقط، فاجأهم إعلان القبطان: سنرسو في العريش فقط، شرط أن تدعونا نستمر إلى غزة من غير أن نحط حمولة السفينة».
وتجدر الإشارة إلى أن مصر أعلنت مجدداً أمس أن السفينة الليبية في طريقها إلى ميناء العريش، وأنها وافقت على طلب من منظمي السفينة للتوجه إلى الميناء.
كذلك نقلت الصحيفة عن العضو في الكنيست، أحمد طيبي، قوله «ستكون الساعات القريبة حاسمة. أنا أعلم أنهم ينوون الوصول إلى غزة رغم تهديدات سلاح البحرية ورغم المعارضة المصرية».
وكان للساسة الإسرائيليين تصريحاتهم. فرأى نائب وزير الخارجية، داني أيالون، أن «إسرائيل سجلت انتصاراً في مواجهة الأمل لكسر الحصار عن قطاع غزة»، وشدد على أن «لمصر وإسرائيل مصلحة مشتركة في منع تسلّح حركة حماس». وقال إنّ «بإمكان إسرائيل أن تسجل انتصاراً في المواجهة مع السفينة الليبية». ورأى أنّ «دعوات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لقبطان السفينة بالاستجابة لمطالب إسرائيل تمنح الشرعية لسياسة إسرائيل».
بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، دان ميريدور أنّ «كل من يريد إيصال مواد غير خطيرة، لا تكون ذخيرة أو ما شابه، يمكنه فعل ذلك عبر العريش، أو عبر ميناء أشدود». وأضاف «ما نريده هو أن نضع الترتيبات للتفتيش حتى يمكننا التحقّق وعدم السماح لهم بالدخول بالقوة».
وفي جنيف، أعلنت المسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ساري روبنشتاين، أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أنه «لا يمكن أيّ سفينة أن تخرق الحصار سواء كانت مدنية أو عسكرية. فالأمر يمثّل انتهاكاً للحصار ويجب الرد عليه».
إلى ذلك، شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، على «ضرورة استمرار إرسال سفن محمّلة بالمساعدات إلى القطاع لكسر الحصار». ودعا خلال افتتاحه شارعاً حمل اسم «أسطول الحرية»، ولوحة حملت أسماء «شهداء سفينة مرمره التركية» في جباليا شمال قطاع غزة، سفينة الأمل إلى «عدم الوقوع في الفخ من خلال قبول تغيير وجهتها المحددة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)