بعد عودته من واشنطن، بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تهيئة الداخل الاسرائيلي لإطلاق المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية
علي حيدر
على الرغم من أن مسؤولي السلطة الفلسطينية لا يزالون يواصلون طرح المطالب والشروط قبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، إلا أن ما يجري داخل اسرائيل يشير الى ان انطلاقة هذه المفاوضات باتت بحكم الامر المؤكد.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها إن المفاوضات المباشرة ستنطلق في الأول من الشهر المقبل، بعدما توصلت الحكومة الاسرائيلية والإدارة الأميركية الى تفاهم على ضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يضغط بكثافة على قيادة السلطة الفلسطينية للموافقة على دخول المفاوضات المباشرة.
وعن مستقبل هذه المحادثات وآفاقها، اكد نتنياهو، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية «فوكس»، أن المحادثات مع السلطة الفلسطينية ستستمر لفترة طويلة جداً، لكنه دعا الى البدء الفوري بها من اجل معالجة القضايا الاساسية العالقة.
وعن مطالبة الفلسطينيين بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، اوضح نتنياهو ان موقفه مختلف لكنه رأى ان هذا الموضوع سيبحث خلال المفاوضات، التي توقع ان تكون صعبة جداً الا انه «ينبغي البدء بها».
وفيما رأى نتنياهو ترك قضية حكومة «حماس» في قطاع غزة الى فترة لاحقة، تهرب من تحديد تواريخ للتوصل الى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية، مجيباً «اذا كان الامر مرتبطاً بي، نعم يمكن التوصل الى اتفاق قبل نهاية عام 2011»، لكنه اضاف انه «لا يستطيع التحدث باسم ابو مازن» في إشارة إلى الرئيس اللفلسطيني محمود عباس.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان المبعوث الاميركي جورج ميتشل سيصل هذا الاسبوع الى اسرائيل في اطار محادثات التقارب، لكن توالي الاحداث يرجح ان يكون هدفه الحقيقي اقناع مسؤولي السلطة بالبدء فوراً بالمحادثات المباشرة. وبالتالي، يتوقع ان يعرض ميتشل على المسؤولين الفلسطينيين خطوات «بناء الثقة» التي تفاهم عليها نتنياهو وأوباما، مدخلاً لانطلاقة المفاوضات المباشرة.
من جهة اخرى، اعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارجاء اللقاء بين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك الى يوم غد الاربعاء. لكن مكتب نتنياهو لم يذكر ما إذا كان اللقاء سيعقد في القاهرة أو في منتجع شرم الشيخ.
وتفيد التقارير الاعلامية الاسرائيلية بأن اللقاء بين الزعيمين الاسرائيلي والمصري سيتمحور حول الانتقال إلى المحادثات المباشرة وازاء السياسة تجاه قطاع غزة.