تتواصل مشاورات المسؤولين العراقيين في الداخل والخارج، في محاولة لتحقيق اختراق يسهم في تسريع تأليف الحكومة العراقية، من دون إحراز أي تقدم وسط تشبث جميع الأطراف بمواقفها.وبحث الرئيس العراقي، المنتهية ولايته، جلال الطالباني، أمس، مع وفد من مجلس الشيوخ الأميركي الوضع السياسي في العراق، في وقت تقاطعت فيه تصريحات عدد من قياديّي الكتل عند محاولات أجرتها الولايات المتحدة عبر نائب رئيسها، جو بايدن، للدفع باتجاه قيام تحالف ثلاثي بين العراقية ودولة القانون والتحالف الكردستاني.
ونقل بيان رئاسي عن الطالباني تشديده على أن طبيعة المجتمع العراقي تحتم على جميع الكتل الفائزة التمسك بمبدأ الشراكة الوطنية حفاظاً على حقوق جميع المكونات والحيلولة دون تهميش أي منها.
في هذه الأثناء، أكد المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي، باسم العوادي، أن الائتلاف الوطني قدم أكثر من مقترح لحسم الخلاف على منصب رئاسة الوزراء، لكن ائتلاف دولة القانون قابل المقترحات بالرفض. ولفت إلى أن «مقترح دولة القانون بإجراء تصويت داخل التحالف الوطني على مرشحي رئاسة الوزراء، هو مقترح قد يوفر الحل، لكنه يخلق مشاكل كما حصل في عام 2006»، ولا سيما أن العديد من أطراف الائتلاف الوطني يرون «أن الإخوة في دولة القانون حصلوا على فرصة كبيرة إبان حكومتي إبراهيم الجعفري ونوري المالكي خلال الحكم لمدة خمس سنوات، ومن المنطقي اليوم على المستوى الشيعي أن تنتقل السلطة إلى أطراف أخرى». وأوضح أن «أي طرف لغاية الآن لم يتبنّ فكرة الانسحاب من التحالف الوطني، رغم أن الاجتماعات منقطعة منذ أربعة أيام والأمور صعبة».
مبارك يدعو إلى الإسراع بتأليف الحكومة العراقيّة بمشاركة كل الأطياف
وفي السياق، نقلت صحيفة «العالم» البغدادية عن مصدر مطلع في قائمة العراقية قوله إن «واشنطن تدفع باتجاه قيام تحالف ثلاثي بين العراقية ودولة القانون والتحالف الكردستاني»، لتأليف حكومة من هذه الكتل تحديداً.
ولفت المصدر إلى أن منصب رئاسة الجمهورية «لن يذهب وفقاً لهذا التحالف إلى الأكراد، وستدعى الأطراف الأخرى إلى المشاركة في الحكومة بشروط المكون الكبير (العراقية ودولة القانون)».
أما العضو في ائتلاف دولة القانون، عزة الشابندر، فأوضح أن الولايات المتحدة بعثت ببايدن إلى بغداد لتقديم مشروع حقيقي في مواجهة التدخل الإقليمي القوي.
ونقلت «العالم» عن الشابندر قوله إن معادلة تحالف العراقية ودولة القانون والتحالف الكردستاني تحتاج إلى تركيب لأن «الشراكة الثنائية (العراقية ودولة القانون) قد تكون بشكل أو بآخر على حساب الطرف الثالث (التحالف الكردستاني) في العديد من الموضوعات».
في المقابل، نفى القيادي في القائمة العراقية، أسامة النجيفي، أن تكون الولايات المتحدة قد قدمت عبر زيارة بايدن مقترحات حيال تأليف الحكومة المقبلة، مؤكداً أن «كلامه كان عاماً».
إلى ذلك، أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات أمس مع كل من نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني (الصورة)، تناولت «الحاجة الى الإسراع بتأليف الحكومة العراقية بمشاركة كل الأطياف» بالتزامن مع إعلان موافقة مبارك على فتح قنصليّتين لمصر، إحداهما في أربيل في إقليم كردستان، والثانية في البصرة.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)