ترتفع في غرف مدرسة الشاعر أحمد شوقي، التي تقع وسط مدينة غزة، آيات قرآنية تلفت النظر لكثرتها. تضم المدرسة مئات الطالبات، اللواتي كان من المفترض أن تكون مرح نشوان إحداهن. حالياً نشوان ممنوعة من التعلم في مدرسة شوقي لأنها «لا تضع حجابا على رأسها» وهذا الأمر «غير القانوني» إنعكس على حالتها النفسية، كما قال والدها كارم نشوان. أضاف «منعت المديرة إبنتي من دخول المدرسة، إلا عندما ترتدي الحجاب».
وقال نشوان الذي يعمل ناشطا حقوقيا في مؤسسة أهلية فلسطينية «ابنتي تسير بحسب القانون الفلسطيني الخاص بالتعليم»، إذ لا يوجد أي قانون فلسطيني يجبر الطالبات على وضع الحجاب. وسخر الناشط الحقوقي من عدم إستطاعته الدفاع عن إبنته قائلاً: «للأسف باب النجار مخلّع».
وأكد والد الطالبة لو أن القانون يجبر الجميع على ارتداء الحجاب ولم يكن الأمر متعلقاً بمزاج المديرة لما إعترض لكن «ما جرى هو عدم احترام القانون، وهناك من يحاول تسييس القضية». واعتبر ان من «يريد نشر البلبلة هو من منعها من دخول الفصل الدراسي». وتقدم نشوان بشكوى لوزارة التربية والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
من جهتها قالت مديرة المدرسة إيمان أبو سمره لـ»الأخبار» ان الأمر انتهى بالنسبة إليها وان «الطالبة نُقلت لأن للمدرسة نظاما داخليا يحمي الطالبات، ولا أقوم بأي تصرف عنصري يثير العصبية لأني لست متزمتة دينياً أصلا». واضافت ابو سمره «نحن لا نستهدفها لشخصها على الإطلاق، ويجب التركيز الان على المستوى التعليمي لا على تسريحات شعرها». وأكدت المديرة ان مدرستها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في التفوق العلمي على مستوى غزة والوطن منذ أن «أصبحت ناظرة على الفترة الصباحية فيها». ولإثبات عدم تزمتها قالت «لا اهتم باللباس الرسمي كثيراً، مثل المدارس الأخرى التي تقوم بمراقبة ملابس الطالبات بشكل دقيق، ولكنني أهتم بغطاء الرأس لأن عدم وجوده يحفز الطالبات على عدم الانتباه للحالة التعليمية بشكل سليم، ووجب على الطالبة الالتزام بذلك». وفي السياق نفسه، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة زياد ثابت في بيان صحافي أن «القانون غير ملزم للحجاب ولكن هناك تقدير موقف من قبل إدارة المدارس الخاصة بأي طريقة يرونها سليمة ونحن نشد على أيديهم».