أشاد الجنرال السعودي البارز، أنور عشقي، برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بـ«الرجل القوي والواقعي». وحمل عشقي، المقرّب من الملك السعودي، كما وصفته «القناة 24» الإسرائيلية في مقابلة حصرية أجرتها معه، على إيران وعلى سياساتها التي أدت كما قال إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وفي المقابلة الخاصة مع القناة، ردّ عشقي الجمود والفشل في التوصل إلى حل سلمي لـ«الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، بما فيه مبادرة التسوية التي اقترحتها السعودية عام 2002، إلى أنهم «لم يطرحوا أي خطة من أجل تنفيذها»، لكنه أضاف مشيداً بنتنياهو وواقعيته قائلاً: «نحن بحاجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأنه رجل قوي، وهو رجل منطقي كما هو واقعي أيضاً، لكننا بحاجة إلى أن يوافق ويعلن قبول اقتراح مبادرة السلام».
وفي مقابل الإشادة بإسرائيل ورئيس وزرائها وقوته وواقعيته، هاجم عشقي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال إن «إيران تسعى إلى محاولة إعادة مجدها السابق من خلال المناورات التي تقوم بها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما فعلته في العراق المجاور لها، واليوم نحصد ما زرعته هناك». وأضاف أن «إيران تفكر في إعادة بناء الإمبراطورية الفارسية من خلال التوسع في العراق وسوريا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، وهي النقطة التي ستنطلق منها إلى أوروبا ومصر»، لكنه وصف هذه «المحاولات» بأنها مجرد أوهام.
وأضاف عشقي حول إيران أيضاً، أن «الأساليب التي يتبعها الإيرانيون لتحقيق هذه الأهداف تزعزع استقرار المنطقة، لكنهم لن يستطيعوا إعادة السيطرة على كل الخراب والدمار الذي تسببوا فيه في كل من العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول».
ونوّهت «القناة 24» بعشقي ودوره، وقالت إنه يعدّ من أقرب المستشارين إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، ولفتت إلى أنه التقى وحاور الإسرائيليين في الماضي، وسبق له أن التقى المدير العام الجديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، في العاصمة الأميركية واشنطن، وكان على جدول أعمال اللقاء الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، مشيرةً إلى أن «السعودية وإسرائيل تقفان على رأس الحربة في مجابهة الاتفاق، ومشروع إيران النووي».
وكانت وسائل الإعلام العبرية أكدت أن اللقاء الشهير في حزيران الماضي بين عشقي ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد، في حزيران الماضي، جرى بعلم ومعرفة وتوجيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي أولى اللقاء أهمية خاصة، كذلك فإن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب أكدت أيضاً أن لقاء واشنطن هو الخامس بين عشقي ومسؤولين إسرائيليين.
وكشف موقع «واللا» نقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين في تل أبيب، أن نتنياهو كان يتلقى تقارير عن اللقاءات مع عشقي قبل وبعد هذه اللقاءات، التي جمعته بمسؤولين إسرائيليين، في موازاة اهتمام سعودي رسمي بها، إذ يرى نتنياهو أنها «قناة مهمة للاتصال مع السعوديين، من أجل تبادل الرسائل معهم».