رأى رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، أمس، أنّ ما أثير عن مشاركته في مؤتمر حواري لـ«المعارضة العراقية» في العاصمة القطرية الدوحة هو محاولة لـ«إجهاض أي حل في مصلحة العراق»، مؤكداً أن المشاركة في المؤتمر «لم تكن الهدف» من زيارة قطر.
وبينما شدد على أن التعامل مع الأطراف المشاركة في المؤتمر، ومنها «حزب البعث» المنحل، يجب أن يكون وفقاً للدستور، رفض التعامل مع أي طرف إلا «تحت مبدأ احترام العملية السياسية والدستور».
وقال سليم الجبوري، في كلمة له خلال مؤتمر «إصلاح قطاع الأمن والدفاع في العراق»، إن «هناك بعض الجهات التي تمارس التدليس والتشويه لإجهاض أي جهد يصب في مصلحة العراق ويفتح طريقاً للحل»، معتبراً أنّ ما تمت إثارته خلال اليومين الماضيين من ادّعاء مشاركته في مؤتمر الدوحة «جزء من تلك المحاولات».
وكان «التحالف الوطني» قد رأى، أمس، أن مؤتمر الدوحة يشكل امتداداً لاعتصامات محافظة الأنبار التي مهدت لدخول «داعش» إلى العراق، مطالباً الجبوري والوفد المرافق له بتوضيح زيارته لقطر في جلسة علنية، بينما أكد «التحالف الكردستاني» معارضته لأي «تحرك بعثي في الساحة السياسية». كذلك، أكدت وزارة الخارجية العراقية مشاركة شخصيات مطلوبة للقضاء العراقي في مؤتمر الدوحة.

الجبوري يدافع عن مشاركته في «مؤتمر الدوحة»
وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد جمال، في بيان، إنه «في الوقت الذي تعبّر فيه الوزارة عن استغرابها من عقد مؤتمر سياسي معني بالشأن العراقي في العاصمة القطرية الدوحة، بعيداً عن علم الحكومة العراقية، تعلن الوزارة عن استنكارها لما تخلله من حضور بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي بتهم دعم الارهاب والتعاون مع المنظمات الارهابية».
وفي سياق آخر، رأى الجبوري أن «تشريع القوانين الخاصة بالأمن والدفاع، وتحديداً تلك التي تمس عمليات التحرير، ضرورة ملحة ولازمة»، لافتاً إلى أن «ذلك يرتبط بالقدرات الكبيرة التي سنمتلكها في حال الانخراط في مشروع التحرير الذي يعد الركن الأساس للمضي في تحقيق أمن المحافظات المحتلة من تنظيم داعش».
وأشار الجبوري إلى أن «مجلس النواب داعم دائم لكل التشريعات المتعلقة بالأمن والدفاع وسيتفاعل معها»، لافتاً الى أن «المجلس على موعد بعد غد الثلاثاء (غداً) لإقرار قانون الحرس الوطني». وأوضح رئيس مجلس النواب العراقي أن «التعويل على الدعم الدولي ما زال أساساً في دعم العراقيين لخوض المعركة المصيرية والخطيرة ضد داعش»، مؤكداً أن «معركة تحرير نينوى لا تختلف كثيراً عن طبيعة أي عملية جراحية للدماغ، لكوننا نتعامل مع أرض يعيش عليها ثلاثة ملايين رهينة لدى داعش».

واشنطن تدرّب 12 ألف جندي!

أعلن السفير الأميركي لدى بغداد، ستيوارت جونز، أن بلاده تقوم بتدريب أكثر من 12 ألف جندي عراقي، معتبراً في سياق آخر أن تشريع قانون «الحرس الوطني» سيعمل على تعميق وحدة العراق.
وقال جونز، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر «إصلاح قطاع الأمن والدفاع في العراق»، إن «السياسة العامة تكون أفضل عندما تستجيب للمواطنين، والآن هو الوقت المناسب لمناقشة الإصلاحات في قطاع الأمن»، لافتاً إلى أن «كبار المسؤولين في العراق ملتزمون بذلك، وأن المجتمع الدولي داعم في هذا المجال».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ودول التحالف ملتزمة بمساعدة حكومة العراق وشعبه في تحسين هيكلية الأمن الوطني العراقي»، موضحاً أن واشنطن «تقوم الآن بتدريب أكثر من 12 ألف جندي، وهناك أيضاً برنامج جيد جداً لتدريب الشرطة».
وفي سياق متصل، أشار جونز إلى أن «تشريع قانون الحرس الوطني الذي تجري مناقشته حالياً في مجلس النواب، والذي تمت الإشارة إليه في إصلاحات رئيس الوزراء، سيعمل على تعميق وحدة البلد ويمكنه أيضاً تعزيز تأثير قوات الأمن في المناطق التي تحميها».