خاص بالموقع - جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، إعلان استعداد السلطة الفلسطينية للذهاب إلى المفاوضات المباشرة إذا تحددت مرجعية تلك المفاوضات، مشدداً على أنه «لا حل سياسياً من دون وحدة وطنية ووحدة الأرض والشعب». وقال، على هامش افتتاحه مجمع فلسطين الطبي في رام الله، «نحن مستعدون للذهاب إلى المفاوضات المباشرة إذا توافرت المرجعية، وخطة خريطة الطريق لنعرف إلى أين نحن ذاهبون». وأضاف «مستعدون لأن نذهب إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، ولكن المهم أن نعرف الأرضية التي نسير عليها، وأن يتوقف الاستيطان، وأن نعرف حدود الدولة، لنبني عليها دولتنا المستقلة». وأشار عباس إلى «دقة المرحلة التي تمر بها عملية استئناف المفاوضات»، قائلاً «نحن نمر بمرحلة دقيقة، في ما يتعلق بالمفاوضات واستئنافها. أجرينا مفاوضات سياسية مهمة وناجحة في عهد الحكومة السابقة، لكننا توقفنا لأسباب لا نستطيع ذكرها الآن».
وعن المصالحة الوطنية، قال عباس «نحن ما زلنا مصممين على المصالحة، ونريد من حماس أن يذهبوا ليوقعوا على الوثيقة المصرية». وأضاف «سمعنا أخيراً أنهم قالوا إنهم يريدون أن يذهبوا بنا إلى الانتخابات ليقصونا. لكن نحن لا نريد أن نقصي أحداً، ولا نقبل أن نقصي أحداً».
وشدد عباس على أن الشعب الفلسطيني، بكل أطيافه وأفكاره وسياساته، «عليه أن يتعايش بعضه مع بعض مهما كانت أفكارنا أو عقائدنا. نحن نريد أن نعيش معاً». وأضاف «الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع، ولكن لا يعني هذا أننا نريد أن نقصي أحداً. ذهبنا إلى صندوق الاقتراع عام 2006 بإرادتنا مع أننا كنا نعلم أننا سنخسر. ورغم ذلك، ذهبنا لأن الشرعية شرعية ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشرعية».
وجدّد عباس مطالبة «حماس» بالتوقيع على الوثيقة المصرية، قائلاً «وقعوا على الوثيقة ولنذهب إلى الانتخابات، واتركوا للشعب الفلسطيني أن يحكم». وشدد على أنه «من دون الوحدة الوطنية ومن دون وحدة الأرض والشعب لا حل سياسياً، وبالتالي لا دولة فلسطينية مستقلة». وقال إن «الدولة المستقلة تأتي من خلال الوحدة الوطنية، لذلك للوحدة الوطنية الأولوية، وعلينا جميعاً العمل على تحقيقها لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
كذلك تطرق عباس إلى موضوع عدم وصول المساعدات المالية التي حصل على تعهدات بها في القمة العربية الأخيرة، التي عقدت في مدينة سرت الليبية.
في هذا الوقت، أعلن المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، أمس، أن عباس «يقبل بنشر قوة دولية على حدود الدولة الفلسطينية، دونما اعتبار لديانة أفرادها». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن حماد، قوله «نقلت بعض وسائل الإعلام وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، خبراً نسبت فيه إلى عباس، قوله إنه «لن يقبل في حال قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بوجود أي جندي يدين بالديانة اليهودية، في إطار قوة دولية أو أطلسية قد تُنشر على الخط الحدودي الفلسطيني الإسرائيلي».
وشدد حماد على أن ما نسبته وسائل الإعلام تلك للرئيس عباس «عارٍ من الصحة تماماً»، موضحاً أن عباس «كان قد تحدث في أكثر من مناسبة، بينها لقاؤه مع قادة منظمة الايباك ومقابلته مع عدد من الصحافيين الإسرائيليين وفي اجتماعاته مع بعض المسؤولين الدوليين، وكان رأيه واضحاً ويتلخص بقبول مبدأ نشر قوة دولية دونما اعتبار لديانة جنود تلك القوة».
وأشار إلى أن عباس «في الوقت نفسه لن يقبل بوجود أي جندي إسرائيلي مهما كانت ديانة هذا الجندي، إذ من المعروف أن في الجيش الإسرائيلي من هم ليسوا يهوداً».
(يو بي آي، رويترز)