أتت الاتهامات التي تصدر عن دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية سواسية، فاتفقت على أن «حماس» هي التي أطلقت الصواريخ على إيلات والعقبة
علي حيدر
لم يقف الاتهام لـ«حماس» بإطلاق الصواريخ على إيلات والعقبة على المسؤولين الإسرائيليين وحدهم، بل انضمت إليهم أيضاً، أمس، مصادر استخبارية فلسطينية، بحسب صحيفة «هآرتس»، التي ادعت أن العملية جرت بأوامر قيادة «حماس» في دمشق وتخطيط إيراني، في وقت تنفذ فيه الأجهزة الأمنية المصرية عملية تمشيط في شبه جزيرة سيناء بحثاً عن شاحنتين يعتقد أنهما استخدما لإطلاق الصواريخ. وقالت «هآرتس» إن أوساطاً أمنية فلسطينية تابعة لجهاز الاستخبارات «أخبرتها بأن قائد كتائب القسام في منطقة رفح رائد العطار هو المسؤول عن إرسال المجموعة المسلحة إلى سيناء التي أطلقت الصواريخ»، من دون تنسيق مسبق مع قادة الحركة في غزة، ومن دون معرفة قائد الجناح العسكري للحركة، أحمد الجعبري.
ونقلت الصحيفة عن تلك الأوساط أن «رائد العطار قد أصدر تعليماته لأفراد المجموعة بإطلاق الصواريخ بالتنسيق مع قيادة «حماس» في الخارج وبمعرفة رجال استخبارات إيرانيين بادروا إلى التخطيط لهذه العملية على ما يبدو».
وقالت المصادر إن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في دمشق، خالد مشعل، صدّق بنفسه على إطلاق صواريخ «غراد».
وزعمت الصحيفة أن العطار يسيطر على منطقة الأنفاق، وأن عدداً من عناصره عبروا إلى سيناء من القطاع عبر أنفاق رفح، حيث انتظرهم عدد من السائقين المصريين وصواريخ «غراد»، ثم انطلقوا إلى طابا في سيارات ميدانية رباعية الدفع عبر طرق ترابية التفافية لتجنب الحواجز التفتيشية والفحوص الأمنية المصرية حتى النقطة التي أطلقوا منها الصواريخ.
من جهة ثانية، ذكرت «هآرتس» أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مقتنعون بأن إطلاق الصواريخ نفذته خلية تابعة لحركة «حماس»، وأن أفراد الخلية خرجوا من غزة عبر أنفاق رفح إلى سيناء. وقالت إن الصواريخ من طراز «غراد»، التي استخدمت في الهجوم كانت مهربة من إيران عبر الأراضي السودانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن «حماس» امتنعت منذ انتهاء الحرب على غزة في كانون الثاني من العام الماضي عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل لمنع أي تصعيد، لكنها قالت إن جهات في الحركة تمارس ضغوطاً لتنفيذ هجمات في ضوء احتمال استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وقد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات كبيرة في مواقع على الحدود مع مصر القريبة من مدينة إيلات، وخصوصاً في منطقة فيها بلدات زراعية صغيرة. ويجري العمل في هذه الأثناء على بناء جدار بطول 19 كيلومتراً حول هذه البلدات، يشمل بوابات تمكن السكان من التوجه إلى أراضيهم. لكن المزارعين الإسرائيليين اقتحموا البوابات في الأيام الماضية.
وفي السياق، قالت مصادر مطّلعة إن الأمن المصري يمشّط سيناء بحثاً عن شاحنتين قيل إنهما استخدمتا في إطلاق الصواريخ. ولمحت مصادر إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان شارك في جزء من اجتماعات رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكن، الذي زار مصر، أول من أمس، لبحث موضوع الصواريخ. وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين المصريين قدموا للمسؤول الإسرائيلي ما يفيد بأن الصواريخ لم تطلق من الأراضي المصرية، لكن ديسكن حاول إقناع القاهرة بأن إطلاق الصواريخ جرى من أكثر من موقع، وربما كان أحدها قد أُطلق من سيناء.
من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي إنه يملك معلومات استخبارية تفيد بأن قيادة «حماس» في دمشق تمارس ضغوطاً على نشطاء الحركة في الضفة الغربية لتنفيذ عملية أسر مستوطن لغرض مبادلته بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقالت «هآرتس» إن قائد الفرقة العسكرية الإسرائيلية في الضفة، العميد نيتسان ألون، بعث برسالة إلى قادة المستوطنين في الضفة، حذّر فيها من محاولات لأسر مستوطنين.
واستقى نيتسان هذه المعلومات من تحريات استخبارية تراكمت أخيراً، إضافة إلى اعتقال عدد من الفلسطينيين الذين يشتبه بأنهم نشطوا في التخطيط لعمليات أسر.
وأضاف نيتسان أن «خطر الاختطاف قائم بدرجة كبيرة، وينبغي إنعاش قواعد الحذر، وخصوصاً بين أبناء الشبيبة الذين يستقلون سيارات يقودها أشخاص لا يعرفونهم».