فشل «جيش الفتح»، رغم هجماته المتتالية، في إختراق تحصينات «اللجان الشعبية» في محيط بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين شمال شرقي إدلب. وبحسب مصادر ميدانية، لم ينجح المسلحون في تحقيق أي تقدم باتجاه بلدة الفوعة، خلال هجومهم ناحية الصواغية، لتعود «اللجان» وتشن هجوماً معاكساً، وتسيطر على نقطتين خسرتها في الصواغية.
وسقط لـ«الفتح» أكثر من 30 قتيلاً، بالإضافة إلى تدمير دبابتين واستيلاء عناصر «اللجان» على دبابة أخرى، وأسر طاقمها مع عدد آخر، فيما استشهد عدد من مقاتلي البلدتين خلال صدهم الهجوم. ونجحت «الدفاعات الجديدة» التي بنتها مجموعات «اللجان»، من إعاقة أي اختراق، واثبتت فعاليتها في رصد تحركات المسلحين خلال الهجمات الأخيرة، بحسب مصدر ميداني، مشيراً في الوقت ذاته، إلى نجاح غارات سلاح الجو الأخيرة، التي دمرت «كل الأهداف المحددة لها»، في تسهيل عملية إستعادة بعض النقاط التي خسرتها «اللجان» في معارك سابقة.
ورغم الصمود العسكري في البلدتين الإدلبيتين، إلا أن الوضع الإنساني فيهما بدأ يتدهور، نتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، الناجم عن قصف المسلحين. علاوة على ذلك، ارتفع عدد الجرحى في المشافي الميدانية، فيما تتواصل عملية إنتشال المفقودين من تحت الأنقاض، إذ أُخرجت بالأمس، جثة الطفل محمد أسود وله من العمر 5 سنوات.
وفي الريف الشرقي، لا تزال حامية مطار أبو الظهور تتصدى لهجمات مسلحي «الفتح». وأكد مصدر عسكري أن «الوضع تحت السيطرة، وأن الطلعات الجوية لم تتوقف عن استهداف تحركات المسلحين»، لافتاً إلى أن البوابة الرئيسية، غربي المطار، «خارج السيطرة»، ولكنها «تستنزف المسلحين بشرياً منذ تمركزهم فيها».
وفي سياق منفصل، علمت «الأخبار» ان خلافات بدأت تظهر إلى العلن بين فصائل «الفتح» بعد الخسائر البشرية الأخيرة التي تجاوزت الـ350 قتيلاً، في أقل من شهر، بتقديرات مصادر محلية. وسقط معظم القتلى في محيط كفريا والفوعة، ومطار أبو الظهور، إضافة إلى خسارة أكثر من 15 آلية ثقيلة، غنم بعضها مقاتلو المناطق المحاصرة.
ويشير مصدر معارض في إدلب إلى أن إصرار بعض قيادات «الفتح» على تنفيذ هجمات مستمرة على المناطق المحاصرة، من دون التفكير بحجم الخسائر، يهدف إلى استمرار الحصول على الدعم العسكري والمالي من تركيا، المتدخلة بشكل مباشر في إصدار الأوامر بالهجوم على البلدتين المحاصرتين.