وجّه الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، كلمة إلى جيش بلاده لمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيسه. وقال مخاطباً القوات المسلّحة، عبر كلمة في مجلة «جيش الشعب»، إنّ «طيف السلام الحقيقي في المنطقة يبتعد وتزداد احتمالات الحرب والمواجهة التي أنتم أهل لها، ويخطئ من يظنّ أنّ سوريا قد تساوم على ثوابتها، فهي على يقين تامّ بأنّ تكلفة الصمود والمقاومة مهما بلغت تبقى أقل بكثير من تكلفة الخضوع والاستسلام، وأنّ العربدة ليست دليل قوة وإن وصلت حداً غير مسبوق، بل هي دليل تخبّط وارتباك وتشويش في الرؤية وفقدان للتوازن كنتيجة لاحقة لفقدان القدرة الردعية والاحتلالية والاجتياحية في آن واحد، والمستقبل القريب منه والبعيد هو لشعوب المنطقة ودولها الحريصة على مقوّمات السيادة والكرامة واستقلالية القرار، وعلينا رفع وتائر العمل والتواصل مع كل مبتكرات العلوم الحديثة والاستمرار في الإعداد والاستعداد لنكون جاهزين دائماً لتلبية نداء الوطن».وأضاف الرئيس السوري «إنّ التفاعل الخلّاق والتمازج الإبداعي الذي نعيشه في سوريا المقاومة بين الشعب والجيش، وتكاتف الجميع كأنهم رجل واحد هو سر نجاح السياسة السورية، وهو الينبوع الثري الذي لا ينضب، والمصدر المتجدد لطاقتنا المعنوية التي ترفد قدراتنا الذاتية بعوامل قوة موضوعية، تزيد من قدرتنا على الصمود والتمسك بحقوقنا المشروعة، والإصرار على الدفاع المشرّف عنها بكل إباء وعنفوان».
وتابع الأسد «إننا نؤكد للعالم أجمع أننا بحق ننشد السلام العادل وإرساء أسس الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم، وهذا ما لا يمكن أن يجري بلوغه إلا باستعادة كامل الحقوق المغتصبة، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». ورأى أن «أول مقوّمات السلام هو الحفاظ على الكرامة والسيادة، وعدم التفريط بذرّة تراب أو قطرة ماء، لأنّ حقوق الشعوب ملك لها وحدها، وهي حقوق لا تسقط بالتقادم، وهذا يعني بوضوح تامّ أن إحلال السلام يتطلب استعادة كامل التراب المحتل حتى خطوط الرابع من حزيران 1967». وأضاف «إذا ظنّ أحد ما أن سوريا قد تتفاوض على أرضها المحتلة فإنه واهم، لأنّ تحرير الجولان حق يسكن أعماق السوريين شعباً وجيشاً وقيادة، ومهما ازدادت التهديدات فإنها أعجز من أن تغيّر ما غدا جزءاً من الثقافة والحياة لدى جميع أبناء سوريا، الذين ينظرون إلى أنّ الكرامة هي عنوان السيادة».
وشدّد الأسد على أن «سوريا اليوم أشدّ قوةً وأمضى عزيمة وأكثر فاعلية وحضوراً إقليمياً ودولياً، وقد بات العالم كله على يقين بأن إسرائيل هي التي تعرقل مسيرة السلام تهرباً من استحقاقاته».
من جهة ثانية، رأى مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء رياض حداد أنّ عرقلة إسرائيل لجهود إحلال السلام في المنطقة لن تستمر إلى ما لا نهاية، مشيراً إلى أن ادعاء إسرائيل بنقل صواريخ سكود من سوريا إلى لبنان يهدف إلى إطلاق بالونات اختبار للحصول على أيّ معلومة تطمئن الجنرالات الإسرائيليين.
وأكّد حداد، في الذكرى نفسها، أنّ «تل أبيب فقدت قدرتها الدولية عسكرياً على نحو عملي، وفقدت كذلك قدرتها الاحتلالية والتوسعية وقدرتها على تضليل الرأي العام الدولي».
ورأى أنّه ليس سهلاً «إرغام الكيان الصهيوني على التسليم بإعادة الحقوق التي اغتصبها إلى أصحابها؛ لأنّ في ذلك تقويضاً لأركانه ككيان غاصب». وشدد على أنّ تأخر الرد السوري على «الشائعات» التي تطلقها إسرائيل بين الفينة والأخرى «لا يعني عدم امتلاك سوريا كوادر كفوءة ومؤهلة وقادرة على دحض ادعاءاتها وأكاذيبها».
(سانا، يو بي آي)