Strong>يبدو أنّ «القائمة العراقية» دخلت مرحلة المناورات السياسية من بابها العريض، من خلال إشاعة أجواء توحي بقرب انقسام كتلة «دولة القانون»، وأخرى تشير إلى استمرار دعم دمشق لتولّي إياد علاوي رئاسة الحكومةلم يطرأ تغيير ظاهر على معادلة التوافق الإقليمي والدولي، المستثناة منه السعودية، حول التجديد لنوري المالكي لولاية حكومية جديدة، في انتظار ما قد يأتي به الموعد الحاسم لوضع اللمسات الأخيرة على تسميته في خلال الاجتماع المنتظر بين الرئيسين السوري بشار الأسد والايراني محمود أحمدي نجاد، في طهران يوم الأحد المقبل.
لكن يبدو أن قائمة إياد علاوي لا تزال تعوّل على تغيير المعادلة، أو على تحسين شروط تمثيلها في أي حكومة مقبلة، من خلال شنّ حرب مناورات سياسية، عبّرت عنها في إعلانها أنّ مباحثات علاوي مع الأسد، أول من أمس، كانت «إيجابية»، و«تصبّ في تعجيل تأليف الحكومة». وقالت المتحدثة باسم «العراقية»، ميسون الدملوجي، إنّ «سوريا ستؤدي دوراً فاعلاً في منع التدخلات الخارجية ودعم استقلالية قرار العراقيين في تأليف حكومتهم»، في إشارة إلى ما طلبه علاوي من الأسد بالتوسط لدى طهران لنزع الفيتو عنه.
وفي السياق، أعلن مستشار «العراقية»، هاني عاشور، أنّ نواباً من كتل برلمانية فائزة أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى تحالف «العراقية» مع «المجلس الأعلى الإسلامي» و«التحالف الكردستاني»، «بينهم نواب من ائتلاف دولة القانون». وتابع عاشور أنّ «مساعي جادّة بدأت في تكوين هذا التحالف لإقامة حكومة شراكة وطنية»، مشيراً إلى أنّ تحالف علاوي وعمار الحكيم «تلقّى اتصالات وزيارات من أعضاء كتل برلمانية فائزة في الانتخابات، أعربوا عن رغبتهم في الانضمام إلى أي تحالف أو شراكة بين القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والمجلس الأعلى، يقوم على أساس تأليف حكومة شراكة». وادعى أنّ من بين الذين أبدوا رغبتهم في الانضمام لمثل هذا التحالف، نواباً من ائتلاف المالكي، مطمئناً إلى أن «لقاءات ستعقد خلال الأيام المقبلة بين علاوي والمرشح الآخر لرئاسة الحكومة، عادل عبد المهدي، لتحديد ملامح حكومة الشراكة الجديدة، وخصوصاً بعد اتصالات أجراها نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن تشجع على إجراء تفاهمات من هذا النوع».
وبشأن اللقاء الذي جرى في دمشق، أوضح عاشور أن وفد «العراقية» تلقّى إيضاحات من الأسد مفادها أن سوريا «لا تدعم المالكي شخصياً، وتؤيد بروز أي مرشح لرئاسة الوزراء يتمكن من قيادة هذه الحكومة»، متوقعاً أن «تتغير خريطة التحالفات خلال اليومين المقبلين، بما يقلل من فرص تجديد ولاية المالكي».
وبالحديث عن الاتصالات الأميركية، بحث بايدن، في مكالمتين هاتفيتين مع كل من عبد المهدي والمالكي، «الجهود المبذولة لتأليف حكومة تشترك فيها جميع الكتل الفائزة في الانتخابات».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)