strong>بعثت الإدارة الأميركية برسالة جديدة إلى إسرائيل، تطالبها فيها بتمديد التجميد الاستيطاني لمدة شهرين في مقابل ضمانات «نادرة»أعلنت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، نقل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة تتضمّن التزاماً بتقديم بوادر حسن نية، وصفتها الصحيفة بأنها «نادرة» لإسرائيل، إذا وافق نتنياهو على تمديد مفعول القرار الخاص بتجميد البناء في المستوطنات لمدة ستين يوماً. وأوضحت الصحيفة أنّ من بين التعهدات الأميركية «تزويد إسرائيل بوسائل قتالية حديثة، تضاف إليها تعهدات أمنية أخرى، وإحباط أي محاولة عربية لطرح قضية الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن الدولي خلال العام القريب، والتزام الإدارة الأميركية بمنع الفلسطينيين من إعادة طرح قضية المستوطنات بطريقة منفصلة عن المفاوضات المباشرة، بحيث سيُحسم مصير المستوطنات في إطار التسوية الدائمة».
وأكدت «معاريف» أن رسالة الضمانات هذه «جاءت ثمرة لجهد استمر أسبوعاً لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، ورئيس طاقم المفاوضات يتسحاق مولخو، من خلال اجتماعات مختلفة في واشنطن ونيويورك مع العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية».
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو «متردد في قبول هذه الرسالة والضمانات التي اشتملت عليها، ولا يزال يدرس إمكان الموافقة على الإعلان»، مضيفةً «إذا أصرّ على رفضه هذا، فقد تعلن الإدارة الأميركية اعترافها بحدود عام 67 كمرجعية للمفاوضات».
في هذا الوقت، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، بعد لقائه نتنياهو، أنه «جاء إلى المنطقة برسالة من أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني»، مشيراً إلى أن «أوباما وكلينتون ملتزمان بالتوصل إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط أكثر من أي وقت سابق».
بدوره، أكد نتنياهو التزامه بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال إن «هناك كثيراً من الشكوك والعراقيل على الطريق الى السلام. الجميع يفهم هذا الأمر»، مضيفاً «أنا وحكومتي ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق سلام يحافظ على أمن دولة إسرائيل ومصالحها الحيوية».
وفي السياق، وافق نتنياهو على الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة في باريس الشهر المقبل. وذكر بيان صادر عن مكتبه أنه «أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكلينتون، وأبلغهما أنه يأمل استمرار مفاوضات إيجابية مع عباس». وأشار مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى أن الولايات المتحدة «لم تفقد الأمل في إمكان إنقاذ العملية بطريقة ما»، مضيفاً «في واشنطن، نرى ضبطاً للنفس على كل من الجانبين، ولدينا أيام قليلة نأمل أن نتمكن خلالها من تذليل هذه المشكلات، وإبقاء المحادثات تمضي قدماً».
من جهة أخرى، وبعد العاصفة السياسية التي أثارها خطاب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أول من أمس، أعلن أمس أنه «سيستمر في طرح موقفه مثلما فعل في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة»، فيما طالبت جهات داخل التحالف الحكومي والمعارضة نتنياهو بإقالته.
وقال ليبرمان إن «باراك أعلن الأسبوع الماضي أنه يجب تقسيم القدس. لم أسمع احتجاجاً، رغم أن هذه الأمور تتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة. في المقابل، موقفي واضح وثابت ومعروف للجميع ولا يتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة، رغم أنه لا ينعكس من خلالها». وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مقربين من رئيس الوزراء قولهم إن «نتنياهو لا يعتقد أن موقف ليبرمان غير شرعي، لذلك فإنه لا يعتزم مطالبته بالانضباط بعد خطابه في الأمم المتحدة». لكنها نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية تحدثت مع ليبرمان، إعلانها أن «صورة الوضع مختلفة قليلاً، وأن ليبرمان أطلع نتنياهو على جميع اللقاءات التي سيعقدها خلال وجوده في نيويورك، وقد حصل على وعد من نتنياهو بألا تُتخَذ قرارات بشأن تمديد تجميد البناء الاستيطاني خلال فترة غيابه».
فلسطينياً، أكد أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أن ميتشل «لن يسمع أي مواقف جديدة من الفلسطينيين بشأن إمكان مواصلة المفاوضات مع إسرائيل». وقال «لا نريد أن نتنبّأ بما سيحمله ميتشل معه في زيارته، لكن موقفنا واضح من هذه المفاوضات، وقد أبلغته إلى جميع الأطراف المعنيّين».
ونفى عبد ربه ما أعلنته صحيفة «معاريف» عن رسالة أوباما، وقال إن «الولايات المتحدة أعلنت أكثر من مرة، وعبر قنوات ومواقف مختلفة، أن حدود عام 1967 هي أساس التفاوض»، غير أنها رأت أن «الحدود النهائية متروكة للطرفين». كذلك نفى عبد ربه ما تردد عن وجود مقترحات تقضي بالاستمرار في تجميد الاستيطان لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر لاستنئاف المفاوضات.
إلى ذلك، «بحث الملك الأردني عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي مع موفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، آخر التطورات المتعلقة بعملية السلام».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)