strong>لم يتخلّ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن فكرة «ترانسفير» فلسطينيي الـ48، وها هو يعيد طرح القضية مع انطلاق المفاوضات المباشرة
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن «المبدأ الذي ينبغي أن يوجّهنا في المفاوضات ليس أراضي مقابل السلام، بل تبادل أراضٍ وسكان». وأوضح أن «مسألة مواطني إسرائيل العرب يجب أن تكون إحدى القضايا المركزية المطروحة على طاولة المفاوضات، على ضوء الرفض الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وهذه مسألة تهرّبنا منها حتى اليوم ولا يمكن الاستمرار بذلك». وأشار إلى أنه «يجب إعادة رسم حدود إسرائيل لاستبعاد بعض المواطنين العرب (فلسطينيي الـ48)».
وأضاف ليبرمان إن «ظاهرة مثل حنين زعبي (عضو الكنيست التي شاركت في أسطول الحرية) التي تتعاطف مع الجانب الآخر، لا يمكن الهروب من مواجهتها، وهذا مثل أن يبيعك أحد منزلاً ويطلب أن تبقى حماته للسكن فيه». وأضاف إن «أي مواطن إسرائيلي يحصل على مواطنته باعتزاز بإمكانه أن يشغل أي منصب، لكنّ أشخاصاً مثل زعبي عليهم أن يكونوا مواطنين فلسطينيين، ويذهبوا ليُنتخبوا في غزة وعند حماس».
وتابع ليبرمان، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره البريطاني وليم هيغ، قوله إن إسرائيل «لن تكون قادرة على مواصلة تجميد البناء في المستوطنات»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين «أضاعوا تسعة أشهر من أصل الأشهر العشرة لتجميد البناء، وقد جاؤوا إلى المفاوضات المباشرة بالإكراه».

نتنياهو يجدّد موقفه رفض تمديد تجميد الاستيطان


وأوضح ليبرمان أن «كل من يبحث عن ذرائع لإفشال المفاوضات سيجدها في نهاية المطاف»، منوّهاً بتقديم إسرائيل «ما فيه الكفاية من بوادر حسن النية، وقد حان الوقت لأن يقدم الفلسطينيون بوادر من جانبهم». كذلك قال إن «إسرائيل مستعدة للتفاوض من دون شروط مسبقة»، مشيراً إلى أنه «يتعيّن على الأسرة الدولية أن تقدم لإسرائيل المحفّزات وتمتنع عن ممارسة الضغوط عليها».
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدم تغيير موقفه بشأن استئناف البناء الاستيطاني الأسبوع المقبل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيبي قوله، خلال اجتماع وزراء حزب «الليكود»، إنه «لا تغيير في موقفه بشأن البناء في المستوطنات».
وفي ما يتعلق بالمفاوضات المباشرة، قال نتنياهو «لا يمكنني إعطاء تفاصيل عن مضمون المحادثات بسبب حساسية الأمر»، مضيفاً «أنا أصرّ على الاحتياجات الأمنية حتى لا يتكرر إطلاق الصواريخ على مواطني إسرائيل، مثلما حدث بعد انسحابنا من لبنان وغزة».
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قد أعلنت أن إسرائيل رفضت اقتراحاً فلسطينياً قُدّم عن طريق مصر يقضي بأن يُمدّد مفعول قرار تجميد البناء لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
في هذا الوقت، يعتزم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لقاء نظيره الفلسطيني محمود عباس، ومطالبته بعدم وقف المفاوضات المباشرة بعد استئناف البناء في المستوطنات. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنه «يتوقع أن يلتقي بيريز وعباس في نيويورك خلال الأسبوع المقبل، على هامش افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والضغط عليه كي لا ينسف المفاوضات المباشرة مع انتهاء فترة تعليق البناء في المستوطنات».
وتوجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى الولايات المتحدة أمس للقاء وزير الدفاع روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أنه يتوقع أن يلتقي رئيسا الوفدين المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات والإسرائيلي يتسحاق مولخو في نيويورك خلال الأيام المقبلة، وقبل انتهاء موعد تعليق البناء في المستوطنات.

بيريز يلتقي عباس لإقناعه بعدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة



بدوره، يلتقي نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، على هامش اجتماع نيويورك. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أيالون «سيبلغ فياض أن إسرائيل ستواصل إعطاء تسهيلات لتنقّل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسيطالبه بوقف الحملة الفلسطينية لمقاطعة البضائع التي تصنع في المستوطنات».
إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام أن غالبية من 56.7 في المئة من الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تؤيّد قرار العودة إلى المفاوضات المباشرة، فيما يعارضه 35 في المئة. لكنّ غالبية من 58 في المئة قالت إنها لا تعتقد بإمكان إقامة دولة فلسطينية. وبيّن الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «ألفا» العالمية مطلع الشهر ونشرت نتائجة أول من أمس، أن أكثر من نصف الفلسطينيين لا يتابعون تطور المفاوضات بسبب عدم ثقتهم بإمكان نجاحها.
كذلك أشار الاستطلاع إلى أن غالبية الفلسطينيين (62.5 في المئة) ترى أن أداء عباس منذ انتخابه رئيساً حتى اليوم جيّد أو جيد جداً، وأن 15 في المئة يرونه وسطاً.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي)