«حماس» تتّهم السلطة بالتنسيق الأمني... وتصف عبّاس بـ«عنصر الشاباك» على وقع المفاوضات المباشرة، ظهر أمس تصعيد للوضع الأمني في الضفة الغربية، تمثّل بإقدام قوات الاحتلال على اغتيال قيادي في حركة «حماس» في الضفة الغربية، وسط تحذيرات إسرائيلية من تطوير الحركة لقدراتها الصاروخيةأقدمت قوات الاحتلال أمس على اغتيال القيادي في «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، اياد شلباية، في طولكرم في الضفة الغربية.
وأكد مصدر عسكري إسرائيلي وآخر أمني فلسطيني مسؤولية جيش الاحتلال عن عملية الاغتيال خلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة نفذتها قوات الاحتلال في محافظة طولكرم في شمال الضفة. ونقل المركز الفلسطيني للإعلام التابع لـ«حماس» عن مصادر في «كتائب القسام» قولها إن «قوات الاحتلال تعمّدت إعدام شلباية من مسافة قريبة، بعد مداهمة منزله في مخيم نور شمس».
وأفادت وكالة «قدس برس» أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شلباية، الذي أفرج عنه قبل عدة شهور من السجون الإسرائيلية بعد اعتقال دام أكثر من سنتين، أثناء نومه في سريره، ما أدى إلى استشهاده على الفور. وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فقد أصيب شلباية بثلاث رصاصات، حيث اخترقت رصاصتان الصدر، فيما أصيب برصاصة ثالثة في الرقبة.
ووفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، فإن الحملة الإسرائيلية طالت قرابة 15 من قيادات وكوادر «حماس» وعدداً من المواطنين.
وأثارت الحملة الإسرائيلية في الضفة الغربية ردود فعل منددة، أبرزها جاء من القيادي في «حماس»، صلاح البردويل، الذي اتهم السلطة الفلسطينية بالضلوع في اغتيال شلباية.
إسرائيل تدّعي امتلاك «حماس» صاروخ «فجر» وتهدّد بحرب جديدة
وفيما رأت «كتائب القسّام» أن «جريمة اغتيال شلباية تكشف الوجه القبيح لسلطة فتح العميلة»، أشار البردويل إلى أن عملية الاغتيال ما كانت لتتم لولا التنسيق الأمني المباشر بين السلطة وإسرائيل.
وأوضح أن أمن السلطة اعتقل شلباية 7 مرات قبل أن يتم اغتياله، وآخرها كان يوم 31 آب الماضي على خلفيّة عملية الخليل التي أدت إلى مقتل 4 مستوطنين عشية بدء المفاوضات المباشرة، كاشفاً عن تعرض الشهيد لتعذيب شديد.
وأعرب البردويل عن أسفه لأن تتزامن عمليات الاغتيالات والعدوان على الشعب الفلسطيني مع استمرار المفاوضات، معتبراً أن «الذين يفاوضون الآن هم جزء من المنظومة الإسرائيلية»، ومتهماً الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بأنه «تحول إلى عنصر من عناصر الشاباك الإسرائيلي».
من جهته، أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، بياناً أكد فيه «إدانته الشديدة» لاغتيال شلباية، مشيراً إلى أن العملية «تمثّل تصعيداً خطيراً وتزيد من إضعاف صدقية العملية السياسية المهزوزة أصلاً».
وتأتي الحملة الأمنية للاحتلال تزامناً مع تقارير إسرائيلية تحدثت عن قيام «حماس» باستكمال سلسلة تجارب على الصاروخ المتطور «فجر» الذي يصل مداه إلى نحو 80 كيلومتراً، ويوفر القدرة على قصف مدن كفار سابا، هرتسليا، رعنانا وكفار شمرياهو.
وبحسب المصادر، فإنّ نجاح «حماس» في هذه التجارب يعني أن الحركة سوف تبدأ بعد عدة شهور مرحلة إنتاج هذه الصواريخ.
وفي السياق، ادّعت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نقلاً عن خبراء المتفجرات في الشرطة الإسرائيلية، بأن قذيفتين على الأقل من القذائف التي أطلقت من غزة وسقطت في النقب الغربي خلال الأيام الماضية، احتوت على مادة الفوسفور، مشيرةً إلى أنها ليست المرة الأولى.
من جهتها، نقلت صحيفة «معاريف» على موقعها الإلكتروني عن رئيس المجلس الإقليمي، أشكول حاييم يلين، قوله إنه قرر تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة حول استعمال القنابل الفوسفورية المحظورة حسب القانون الدولي.
وفي ظل التوتر المتصاعد على الحدود مع غزة، هدد وزير البيئة الإسرائيلي، جلعاد أردان، بشن حرب جديدة على غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع.
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «معاريف» عن القناة العاشرة من التلفزيون الإسرائيلي، قولها إن مسؤولين سياسيين طالبوا ألوية البحث التابعة للجهات الاستخبارية بوضع تقديرات لسيناريو تقوم من خلاله حركة «فتح» بإعادة السيطرة على قطاع غزة. وأوضحت القناة أن هذا الطلب جاء في أعقاب اقتناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته، بأن أي محادثات سلام شاملة في المنطقة مرهونة بالفشل في حال تجنّبها للقطاع.
إلا أن الجهات الاستخبارية أشارت في تقديراتها إلى أن ما يجري على أرض الواقع هو العكس تماماً، موضحة أن «حماس» نفسها هي التي تحاول السيطرة على الضفة الغربية، ولا تستبعد قيامها بانقلاب بالقوة لتحقيق ذلك.
إلى ذلك، وضعت الشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب، وخصوصاً في القدس المحتلة، مع بدء الاحتفالات بيوم الغفران اليهودي.
وأشار المتحدث باسم الشرطة، ميكي روزفلت، إلى أن الشرطة ستقيم حواجز بين الأحياء اليهودية والعربية في القدس الشرقية لمنع عبور السيارات الفلسطينية بالتزامن مع استمرار عملية إغلاق جميع نقاط العبور من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
(أ ف ب، يو بي آي، قدس برس، معا، سما)