فيما يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على رفض تمديد تجميد الاستيطان، يبحث وزير دفاعه، إيهود باراك، عن بديل يُقيّد البناء من دون إقرار حكومي، في ما يبدو أنه تبادل للأدوار بين الطرفين جددت إسرائيل، أمس، رفضها تمديد العمل بقرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن «رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لم يغير موقفه من هذه المسألة: ليس هناك أي قرار بتمديد مهلة التجميد».
وذكرت الصحيفة المجانية «إسرائيل اليوم»، المقربة من رئيس الحكومة، أن الأخير «أجرى مشاورات هذا الأسبوع مع ستة وزراء آخرين في إطار الحكومة الأمنية المصغرة التي تضم الوزراء الرئيسيين في الحكومة». وقررت الحكومة الأمنية عدم تمديد التجميد الجزئي للاستيطان.
على المقلب الآخر، يسعى وزير الدفاع إيهود باراك إلى إيجاد طريقة لتحديد البناء في المستوطنات من دون اتخاذ قرار في الحكومة بتجميده. وقالت صحيفة «هآرتس» إن باراك عقد اجتماعاً قبل أيام، وبحث سبل تحديد وزارة الدفاع لأعمال بناء جديدة في الضفة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع على هذه المداولات قوله «بالإمكان تقييد أعمال بناء جديدة في المستوطنات لفترة طويلة بوسائل قانونية»، مضيفاً إنه «يجري في هذه الأثناء البحث في وسائل قانونية لتأخير البدء بأعمال بناء 2000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنة، حصلت على تصديق نهائي لتنفيذها، وبالإمكان البدء ببنائها فور انتهاء فترة تعليق البناء في 26 أيلول الجاري».
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أنه بدلاً من «إصدار أمر جديد بتجميد البناء يستوجب موافقة وزراء هيئة السباعية الوزارية عليه، فإن هناك إمكاناً للتوصل إلى تفاهمات صامتة مع الإدارة الأميركية يجري بموجبها تحديد البناء لفترة عدة شهور بواسطة وزارة الدفاع الإسرائيلية».
ويتوجه باراك إلى واشنطن مساء اليوم للقاء عدد من المسؤولين الأميركيين، بينهم وزير الدفاع روبرت غيتس، ورئيس مجلس الأمن القومي جيمس جونز. كما سيشارك في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك ويلتقي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اجتماع اللجنة الرباعية سيعقد على مستوى وزراء الخارجية في 21 أيلول الجاري.
فلسطينياً، أعلن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب مصطفى البرغوثي، أنه «لا جديد في المفاوضات المباشرة سوى أن المواقف الفلسطينية تتراجع للأسف، بينما تزداد المواقف الإسرائيلية وقاحة وتصلباً، وخصوصاً في ما يتعلق باستئناف التوسع الاستيطاني، وعدم وجود مرجعيات واضحة للتفاوض».
وانتقد البرغوثي موافقة الطرف الفلسطيني على إجراء المفاوضات في مدينة القدس المحتلة، مؤكداً أن الموافقة على قبول فصل الضفة عن القدس «سابقة خطيرة في موضوع الاستيطان».
إلى ذلك، بارك الزعيم الروحي لحزب «شاس» الإسرائيلي، الحاخام عوفاديا يوسف، العرب الذين يعملون من أجل السلام، بعدما أمل أن يختفي الذين يكرهون إسرائيل مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفلسطينيين عن وجه الأرض.
وقالت الصحف الإسرائيلية إن الحاخام عوفاديا يوسف عبّر عن ارتياحه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، في رسالة وجّهها الى الرئيس المصري حسني مبارك، مصحّحاً تصريحات أدلى بها الشهر الماضي.
(أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)