أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن استئناف المفاوضات يتطلب «وضع أسس واضحة وضمانات»، وذلك خلال استقباله المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي حمل معه إلى دمشق أفكاراً لتحريك المفاوضات على المسار السوري ـــــ الإسرائيلي، استكمالاً لزيارة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران، وذلك قبل انتقاله مساءً إلى بيروت. وقال الأسد إن «ما تطالب به سوريا من أجل تحقيق السلام ليس تنازلات تقدمها إسرائيل، بل أرض مغتصبة يجب أن تعود بالكامل إلى أصحابها الشرعيين»، حسبما نقل بيان رئاسي في دمشق.
وشدد الرئيس السوري على تمسّك بلاده بخيار السلام، لكونه السبيل الوحيد لضمان أمن الشرق الأوسط واستقراره، مشدداً على أن السلام لا يمكن أن يكون راسخاً ودائماً ما لم يكن عادلاً يعيد الحقوق كاملة إلى أصحابها على أساس قرارات الشرعية الدولية. وأضاف أن «استئناف مفاوضات السلام يتطلب وضع أسس واضحة وضمانات لتنفيذ ما يُتّفق عليه».
واطّلع الأسد من المبعوث الأميركي، الذي وصل من القدس المحتلة أمس، على «جهود إدارة الرئيس (الأميركي) باراك أوباما المتعلقة بعملية السلام في المنطقة وآخر التطورات على صعيد المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية».
وأشار البيان إلى أن ميتشل «جدد التزام الإدارة الأميركية بالعمل على إحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط، مؤكداً أهمية تحقيق تقدم على المسار السوري بما يسهم في دعم المسارات الأخرى».
وأوضح البيان أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة وأهمية استمرار الحوار الجاد والبناء من أجل تطوير هذه العلاقات بما يعود بالمنفعة على البلدين والشعبين ويخدم أمن المنطقة واستقرارها.
وحضر اللقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، والوفد المرافق لميتشل.
من ناحيته، أكد ميتشل في تصريح صحافي، عقب لقائه الرئيس الأسد، أن إدارة بلاده عازمة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط رغم التحديات والصعوبات التي تواجه تحقيق ذلك الهدف، لأن السلام هو الخيار الوحيد أمامنا فلا خيار أمامنا سوى الالتزام بعمل مشترك لأجل سلام المنطقة وأمنها.
وأضاف ميتشل «بحثت مع الرئيس الأسد والوزير المعلم آخر تطورات ما يتعلق بتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أكدته سياسة الرئيس أوباما بعد أدائه القسم كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، حيث قال إن السلام الشامل في المنطقة يجب أن يشمل اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إسرائيل وسوريا، إسرائيل ولبنان، ويشمل تطبيعاً كاملاً للعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة».
وكانت مصادر إسرائيلية في القدس المحتلة قد ذكرت أنّ ميتشل سينقل إلى الرئيس السوري خرائط إسرائيلية تشير إلى المناطق المستعدة إسرائيل الانسحاب منها، والشروط الإسرائيلية للمفاوضات مع سوريا.
وأضافت المصادر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان قد عرض الخرائط على أوباما، قبل ثلاثة أشهر، كما عرضها على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتشير الخرائط، بحسب المصادر، إلى أنّ إسرائيل مستعدة للانسحاب إلى المنطقة المعروفة بـ«خط المنحدرات»، بما يمكّنها من إعادة السيطرة العسكرية بسرعة على الجولان في حال خرق شروط الاتفاق.
وبحسب الخرائط، فإنّ المنطقة التي سيُنسحب منها تبعد 2.5 كيلومتر عن نهر الأردن، وهي المنطقة الأكثر ارتفاعاً قبل الانحدار المؤدي إلى منطقتي الحولة وطبريا.
وختمت المصادر الإسرائيلية أنّ الأميركيين سيقترحون على سوريا أن يكون الانسحاب على مرحلتين؛ في الأولى، تنسحب إسرائيل من الجولان وتبقى السيطرة على جبل الشيخ، فيما تنفذ المرحلة الثانية بعد سنوات، عندما تتأكد إسرائيل من ضمان تحقيق السلام.
إلى ذلك، ذكر مصدر رسمي أن وفداً من الجولان يضم 697 شخصاً، بينهم 200 سيدة، اجتاز معبر القنيطرة إلى سوريا في زيارة تستمر خمسة أيام.
(الأخبار، يو بي آي)