غزة ــ قيس صفديشنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر أمس، عدة غارات جوية استهدفت أنفاق تهريب ومواقع تدريب للمقاومة ومصنعاً وأراضي زراعية في جنوب قطاع غزة وشماله، وسط تهديدات إسرائيلية بمزيد من التصعيد، وتحذيرات حركة «حماس» من حرب جديدة.
وقالت مصادر محلية إن طائرات حربية من طراز «إف 16»، أميركية الصنع، قصفت أنفاق التهريب المنتشرة أسفل الحدود الفلسطينية ـ المصرية في مدينة رفح، جنوب القطاع، وأدّت الى إلحاق أضرار مادية من دون وقوع إصابات بشرية.
كذلك قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية موقعاً للتدريب خاصاً بكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس» غرب مدينة رفح، وألحقت به أضراراً مادية من دون وقوع إصابات.
وفي مدينة خان يونس المجاورة لرفح، قصفت طائرات حربية إسرائيلية مصنعاً لمواد التنظيف في منطقة الشطر الغربي، ما أدى إلى تدمير المصنع كلياً واندلاع حريق هائل، وإلحاق أضرار في عدد من المنازل والمباني المجاورة.
وأطلقت طائرات حربية إسرائيلية صاروخاً استهدف أرضاً زراعية شرق بلدة جباليا شمال القطاع، وسبب حفرة كبيرة من دون وقوع إصابات.
وواصلت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة التي تديرها «حماس» إخلاء مقارها في القطاع، تحسباً من تعرضها للقصف في ظل موجة التصعيد الإسرائيلي.
وحذرت حكومة «حماس» من «النيات الصهيونية بالتصعيد العسكري، إذ تأتي جرائم القصف والقتل في القطاع متزامنة مع سلسلة من التصعيد الإعلامي».
وكان وزراء في الحكومة الإسرائيلية قد هددوا بشن عملية عسكرية لوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية، على غرار عملية «الرصاص المصهور» التي شنتها قوات الاحتلال في 27 كانون الأول من عام 2008، واستمرت 22 يوماً، وأدت إلى استشهاد نحو 1400 فلسطيني، جلّهم من المدنيين.
ورأت «حماس» أن «ترك مجرمي الحرب الذين ارتكبوا أفظع الجرائم خلال الحرب العدوانية الأخيرة على القطاع طلقاء من دون أن تمسّهم يد العدالة الدولية، أدى إلى تمادي الاحتلال واستعداده لعدوان جديد. لذلك ندعو إلى سرعة محاكمة قادة الاحتلال كمجرمين دوليين». وأشارت إلى أن «المفاوضات التي تجريها قيادة سلطة المقاطعة مع الاحتلال الصهيوني تعطي الغطاء السياسي للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم».
ودعت حكومة «حماس» «الدول العربية، وخصوصاً تلك التي حضت على استئناف المفاوضات والجامعة العربية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري في قطاع غزة والتحرك لوقف العدوان على القطاع».
وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، إن «تهديدات الاحتلال لاستهداف المدنيين والمقاومين، وإشعال ساحة غزة لخلط الأوراق وإرباكها للتغطية على شيء خطير وهو تصفية القضية الفلسطينية عبر المفاوضات». وأضاف «من الواضح أن العدو يستغل أجواء المفاوضات كغطاء لارتكاب هذه المجازر والجرائم بحق المواطنين العزل». ورأى أن «تزامن هذه التهديدات مع إطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة والاحتلال يؤكد أن أمراً ما يحاك ضد غزة والمقاومة».