strong>عشيّة قمّة شرم الشيخ غداً، قايض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الفلسطينيّين بموافقته على تمديد التجميد الجزئي للاستيطان في مقابل اعترافهم بيهودية إسرائيل، وسط خلاف فلسطيني إسرائيلي على القضايا التي ستُدرج على جدول أعمال المفاوضات لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع وزراء حزب «الليكود» أمس، إلى «موافقته على تجميد جزئي للبناء في المستوطنات»، مشترطاً «اعتراف الفلسطينيّين بيهودية إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام».
ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن وزراء إسرائيليّين قولهم إنّ نتنياهو تطرّق إلى تجميد الاستيطان خلال الاجتماع، معلناً أنه «يوجد كل شيء أو لا شيء. لكن ثمة خيارات وسطية أخرى أيضاً».
وأضاف بيبي إنه عشية رأس السنة العبرية، أي يوم الأربعاء الماضي، اتصل به الرئيس محمود عباس وهنّأه بهذه المناسبة، فيما هنّأ نتنياهو بدوره عباس بمناسبة عيد الفطر. وقال «آمل أنه إذا تبنّى الفلسطينيّون هذا المبدأ الأساسي (أي يهودية إسرائيل)، فإننا سنحلّ المشاكل الأخرى، وسنتمكّن من أن يتمنّى الواحد منا للآخر سنة خير وسلام وازدهار».
وتابع نتنياهو «نحن نعيش على رقعة الأرض نفسها. لكن في الوقت الذي نتحدث فيه عن حل الدولتين القوميّتين، اليهودية والفلسطينية، فإنني لا أسمع من الجانب الآخر، للأسف، جملة دولتين للشعبين، بل أسمع دولتين ولا أسمع شعبين».
من جهته، قال الوزير ميخائيل ايتان إنه «ينبغي أخذ الأجواء الدولية المطالِبة بتجميد الاستيطان بالحسبان»، مشدّداً على فكرة «كيف سينظر العالم إلى العودة إلى البناء». لكن عضو هيئة «السباعية» الوزارية بيني بيغن، رفض بحث تمديد التجميد الاستيطان «لأننا سنعود إلى تنفيذ أعمال البناء فوراً»، بمجرد انتهاء تمديد فترة التجميد.
كذلك نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الرفاه، يتسحاق هرتسوغ (حزب العمل)، قوله إن «اللقاء في شرم الشيخ (الثلاثاء) خطوة مهمّة وسيجري خلاله تحديد قواعد سنطالب بتطبيقها». وأضاف إنه «يجب تنفيذ خطوات شُجاعة لمواصلة المفاوضات، حتى لو كان هذا يعني استمرار التجميد في المستوطنات». ورفض رئيس حزب «شاس»، وزير الداخلية إلياهو يشاي، تمديد التجميد. وقال «علينا أن نواجه الحقيقة وألّا ندفن رؤوسنا في الرمل مثل النعامة». وأضاف «قبل كل شيء على الفلسطينيّين التوقف عن التحريض في المدارس... وعليهم صنع السلام بداخلهم مع حماس، وبعد ذلك محاولة التحدّث» مع إسرائيل.
بدوره، رأى نائب وزير الخارجية، داني أيالون، أنّ بالإمكان التوصل إلى تسوية بشأن تمديد فترة تجميد الاستيطان من خلال «استئناف البناء في المستوطنات وفقاً للعرض والطلب، بحيث تنفَّذ أعمال بناء في المستوطنات القائمة وفقاً للطلب بالسكن فيها، ومن دون زيادة مخزون الأراضي للبناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
نتنياهو يلمّح إلى تمديد تجميد الاستيطان مقابل اعتراف فلسطيني بيهوديّة إسرائيل
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن تقديرات الأوساط السياسية في الحكومة تشير إلى أن نتنياهو سيكلّف وزير الدفاع إيهود باراك، بعرقلة البناء الاستيطاني واستخدام «ذرائع» بيروقراطية وإصدار أوامر عسكرية. لكنها أشارت إلى أن الحكومة ستواجه مشكلة في تطبيق ذلك، بسبب وجود 2000 تصريح بناء جاهزة للتطبيق.
في هذا الوقت، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يتعرّض لضغوط أميركية، وخصوصاً تلك التي يمارسها الرئيس باراك أوباما لتمديد التجميد. ورفضت مصادر إسرائيلية مطّلعة قول الرئيس الأميركي عن ضرورة «استمرار سريان تجميد مشاريع البناء في المستوطنات طالما استمرت المفاوضات المباشرة»، موضحة أنّ أوباما «يعلم أيضاً أنه يستحيل مواصلة تطبيق قرار التجميد على اعتبار أنها كانت بادرة حسن نية إسرائيلية أُحادية الجانب».
وفسّرت المصادر تصريحات أوباما بأنها توحي «بدعوته الفلسطينيين إلى عدم الانسحاب من المفاوضات المباشرة حتى لو تأزم الخلاف بشأن المستوطنات».
وتحسباً لمزيد من الضغوط، تضاف إلى تلك الأميركية، رفضت إسرائيل استقبال وفد مؤلف من 5 وزراء خارجية أوروبيّين طلبوا زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الخميس المقبل. ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن السبب الرسمي لرفض استقبال الوفد الأوروبي هو جدول زمني مزدحم، لكنّ السبب الحقيقي هو رغبة إسرائيل في منع وفد وزراء الخارجية من ممارسة ضغط أوروبي لتمديد تجميد البناء الاستيطاني.
وفي السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن وجود خلاف حاد بين إسرائيل والفلسطينيين على القضايا التي ستُدرَج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين، والتي تُستأنف غداً في شرم الشيخ. وأشارت إلى أن إسرائيل تريد التفاوض أولاً على قضيتَي التدابير الأمنية والاعتراف الفلسطيني بها كدولة قومية للشعب اليهودي، فيما يصر الفلسطينيون على مناقشة قضية رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وكانت اللجنة المركزية لحركة «فتح» قد أصدرت بياناً طالبت فيه قيادة السلطة بعدم المضيّ في المفاوضات المباشرة إذا لم يمدَّد تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)


صراع عريقات وشعث

ذكرت صحيفة «الأهرام» المصرية أنّ صراعاً مكتوماً يدور داخل الطاقم الفلسطيني للمفاوضات بشأن الشخص الذي سيرأسه. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة أنّ الصراع يدور بين صائب عريقات ونبيل شعث (الصورة) على من يترأس الوفد في غياب الرئيس محمود عباس، الذي لا يُتوقع أن يترأس بنفسه جميع الجلسات. وحتى في حال وجوده، فإنه سيكون في حاجة إلى شخصية تقود الفريق المعاون له.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن أعضاء القيادة الفلسطينية منقسمون حول عريقات وشعث، باعتبار أنّ كليهما عضو في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، ويتمتع بتاريخ طويل في قيادة وفود التفاوض سواء مع الإسرائيليّين أو الأميركيّين، لكنّ شعث يتفوق في أنه كان يترأس أيضاً الوفد الفلسطيني في محادثات المصالحة مع حركة «حماس» التي استضافتها مصر طوال عام‏ 2009. أما بالنسبة إلى مؤيّدي عريقات، فهم يؤكّدون أنه الأولى بالمنصب لأنه يشغل حالياً منصب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، فيما يشير مناصرو شعث إلى أنّ تاريخه أكبر، إذ سبق أن شغل مناصب وزارية، سواء تحت قيادة الرئيس محمود عباس أو الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومنها منصبا وزير الإعلام ووزير الخارجية‏.‏
وتجلّى الصراع بين الرجلين حين بادر شعث إلى إطلاق تصريحات تتعلق بلقاء سري تمهيدي لجولة شرم الشيخ،‏ في مقابل نفي عريقات لتصريحات غريمه.
وكان عريقات قد أعلن لصحيفة «الشرق الأوسط» أن أبو مازن كلّفه شخصياً برئاسة وفد المفاوضات المباشر، مشيراً إلى أن شعث «أخ عزيز ومفوض العلاقات الخارجية في فتح، وسيكون عضواً في فريق المفاوضات».
(الأخبار)