بغداد | شهد الوضع الميداني في محافظة الأنبار تطورات مهمة بعد 48 يوماً من إعلان وزارة الدفاع العراقية انطلاق العمليات العسكرية لتحرير مناطق ومدن المحافظة التي سيطر عليها تنظيم «داعش»، تمثلت بوصول تعزيزات عسكرية وقوة من «الكوماندوس» الأميركي، الأمر الذي يشي بتغيير مرتقب في المعادلة قد يُعجل بحسم المعركة، فيما علمت «الأخبار» بوجود تحركات برية عسكرية أميركية في أطراف مدينة الموصل، وسط تكثيف «التحالف الدولي» لطلعاته الجوية على معاقل «داعش» في المدينة.
رئيس مجلس قضاء الخالدية (شرق مدينة الرمادي)، علي داود الدليمي، قال إن «طائرات آباتشي وآليات حربية أميركية متطورة وصلت إلى قاعدة الحبانية العسكرية، ومن المتوقع أن تشارك هذه القوات في الحملة الأمنية لتطهير مركز مدينة الرمادي من داعش، وبإشراف غطاء جوي أميركي للقطعات العسكرية التي أكملت كل استعداداتها لاقتحام المدينة، في غضون الساعات القليلة المقبلة».
وأكد الدليمي في حديث إلى «الأخبار» أن «قوات من الحشد الشعبي بدأت صباح اليوم (أمس)، بالانسحاب من موقعين رئيسيين في قضاء الخالدية باتجاه قاعدة الحبانية»، مشيراً إلى وجود حديث متسارع في الدوائر الأمنية والسياسية عن قرب انطلاق عملية أمنية كبيرة لتحرير ما تبقى من مدينة الرمادي والتوسع نحو مناطق الأنبار الأخرى.
وفي سياق متصل، أكد مصدر أمني في المحافظة لـ«الأخبار»، وصول قوة من «الكوماندوس» الأميركية إلى الأنبار، مبيّناً أن أعداد أفراد القوة ليست كبيرة جداً، «لكن من المرجح أن تشارك في مهمات قتالية محددة».
وكشف المصدر أن الأميركيين حددوا 30 يوماً لتحرير الرمادي وتطهيرها بالكامل، و30 يوماً لإعادة كل العوائل النازحة الى المدينة، مؤكداً أن المعركة ستكون بإشراف أميركي بنسبة 100%.
ويشير المصدر إلى تجدد الخلافات بين فصائل في «الحشد الشعبي» والأميركيين بعدما ساد نوع من التفاهم الضمني بينهم خلال الفترة السابقة، الأمر الذي أدى إلى حدوث انسحابات والتهديد بالانسحاب من قبل بعض الفصائل والقوى في «الحشد».
من جهته، أكد المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى، الكولونيل باتريك رايدر، أن المعركة العسكرية القائمة في مدينة الرمادي «لا تزال صعبة»، موضحاً أن القوات العراقية تواصل عملية عزل الرمادي وتحاول تطويق مداخلها.
وعن الوضع في مدينة بيجي، لفت رايدر إلى أن معارك طاحنة تدور منذ أشهر في بيجي على المحور الاستراتيجي بين بغداد والموصل، حيث تواصل القوات العراقية الحفاظ على مواقعها في المصفاة الضخمة في المدينة.
وأضاف المتحدث الأميركي إن العراقيين في الإجمال يواجهون تحديات صعبة في بعض الأماكن، لكن في الوقت ذاته يجد تنظيم «داعش» نفسه تحت الضغط في مستوى موارده ويواصل خسارة مقاتلين وقيادات بوتيرة عالية.
في المقابل، نفى المتحدث الإعلامي باسم «الحشد الشعبي»، كريم النوري، حدوث انسحابات خلال الساعات الماضية لفصائل «الحشد» من الأنبار، معتبراً أن أي «انسحاب أو حديث عن انسحاب من الأنبار أو بعض مناطقها يعني تقديم خدمة مجانية لداعش».
وشكك النوري في حديث إلى «الأخبار» بقدرة القوات الأميركية على تحرير «شبر واحد» من الأنبار، مستدلاً على التجربة التي خاضها الأميركان مع تنظيم «القاعدة» طيلة 10 سنوات.
في موازة ذلك، أبلغ شهود عيان «الأخبار» أنهم رصدوا تحركات بريّة جديدة للقوات الأميركية على أطراف الموصل، فيما أكدوا أن الطيران الأميركي والدولي كثف من غاراته على المدينة خلال اليومين الماضيين. وأوضح الشهود في أحاديث إلى «الأخبار» أنهم شاهدوا عربات أميركية رباعية الدفع انطلقت من ناحية ربيعة وسنجار باتجاه أطراف مدينة الموصل من محورها الغربي.
على صعيد متصل، قتل أكثر من 40 عنصراً وقيادياً في تنظيم «داعش»، بينهم عرب وأجانب في غارة جوية عراقية استهدفت اجتماعاً لعدد من قادة التنظيم في منطقة جويبة بالقرب من بناية البدالة. كما قتل المسؤول الإداري لـ«داعش» في قضاء الكرمة المدعو صباح زبار الجميلي وتسعة من معاونيه في عملية عسكرية للقوات العراقية المشتركة.
من جهة أخرى (الأخبار)، وفي موقف لافت، اتهم الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي المؤسسة العسكرية بـ«العجز» عن تحرير الأراضي التي سيطر عليها «داعش»، عازياً التأخر في تحرير المدن إلى انشغال «الحشد الشعبي» بتسلم مهمة مسك الأرض في المناطق المحررة.

«عصائب أهل الحق» تتهم المؤسسة العسكرية بـ«العجز» عن تحرير الأراضي التي سيطر عليها «داعش»



وأوضح الخزعلي في كلمة خلال مؤتمر «التحديات الأمنية والسياسية» الذي نظمته حركته، أمس، أن «عمليات تحرير المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش توقفت حالياً، بسبب انتقال مهمة تأمين المناطق والمساحات المحررة من القوات الأمنية إلى الحشد الشعبي»، داعياً رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى «معالجة هذا الموضوع وإعادة بناء المؤسسة العسكرية العراقية».
وأضاف الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» أن «الحشد الشعبي لم يتسلم أسلحة حديثة ولم يتم تجهيزه بعربة همر مصفحة واحدة، وأغلب سلاحه إما معاد تصليحه وإما من غنائم داعش وأعداده قليلة جداً»، لافتاً إلى أن «الحشد الشعبي الذي يصل عدده الى 130 ألف عنصر و280 ألف جندي فعّال من قوات مكافحة الإرهاب في العراق أسهم بتحرير 50% من الأراضي التي احتلها داعش».
بدوره، أعرب الأمين العام لـ«منظمة بدر»، هادي العامري، عن خشيته من تأثير التظاهرات على الحرب ضد «داعش».
ولفت العامري في تصريح عقب زيارته مراجع دينية في النجف، أمس، إلى أن «أملنا بالتظاهرات ألا تؤخرنا عن القيام بفتوى الجهاد الكفائي، ونخشى أن يكون لها تأثير سلبي على المعارك ضد الإرهاب».
إلى ذلك، دعا رئيس «ديوان الوقف السني»، عبد اللطيف الهميم إلى صياغة مشروع «سني عراقي» لمواجهة الإرهاب. وأكد الهميم خلال افتتاح المؤتمر الأول للحملة الوطنية لمناهضة الغلو والتطرف والإرهاب، أمس، في حضور 3000 داعية ورجل دين وعالم ومفكر من داخل العراق وخارجه أنه «في هذه الأيام الصعبة التي يمر بها البلد، يجب علينا صياغة هوية مشروع سني في سياق حل عراقي وطني يجمع ولا يفرق لاسترداد حقوق السنّة ويقف في مواجهة الإرهاب»، مشدداً على أن «الطائفة السنية سحقها الإرهاب. لكننا سنفقع عين الإرهاب».



أربيل: 3 خيارات لحل أزمة الرئاسة

كشف رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، عن طرح ثلاثة خيارات لحسم أزمة الرئاسة في الإقليم في اجتماع الأحزاب الرئيسية الخمسة.
وأضاف حسين إن الخيارات التي طرحت من أحزاب (الاتحاد الوطني، والديموقراطي، وحركة التغيير والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي)، تتضمن «اختيار رئيس إقليم كردستان عن طريق الاستفتاء، أو عبر البرلمان، أو اختياره خلال البرلمان الحالي بشرط حصوله على 3/4 من أصوات البرلمانيين، أو أن يحصل على 50 + 1 من أصوات البرلمان».
ولفت إلى أنه في حال «عدم توصل الأحزاب السياسية إلى توافق سياسي حول الخيارات المطروحة حينها، يجب إجراء انتخابات عامة ومبكرة».
(الأخبار)