Strong>تتّجه إسرائيل نحو تمديد تجميد الاستيطان وتبحثُ المقابل، فيما طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل باحترام جميع مواطنيهاأعلنت أوساط إعلامية في إسرائيل أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضع فعلاً شرطاً يرفضه الفلسطينيون، لكنه صاغ في الواقع مبدأ السير نحو تجميد إضافي. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن محافل حكومية مقربة من بيبي قولها إن «الاقتراح الذي تقدم به نتنياهو ليس الأخير، وأنه يجري الآن بحث المقابل لاستئناف تجميد البناء في المستوطنات».
في السياق، دعا وزير الدفاع إيهود باراك، نتنياهو وزعمية المعارضة تسيبي ليفني، إلى توحيد الصفوف، قائلاً إن «الساعة تفرض توحيد الصفوف وتوسيع الحكومة، وهذا هو الوقت المناسب لذلك». وأضاف إن «السلام يتعيّن صنعه من منطلق الوحدة ولا يكفي الحديث عنه».
وتطرق باراك إلى الوضع الإسرائيلي. وقال إن إسرائيل «هي اليوم في نقطة حرجة من الفرص والتحديات». وأضاف «أمامنا فرصة للمفاوضات مع الفلسطينيين يمكننا فيها بحث الأفق السياسي والتعاون ضد الإرهاب الإسلامي الراديكالي، والاستعداد لاحقاً للقناتين السورية واللبنانية. بالنظر إلى حماس، حزب الله وإيران، يتضح أن الاستثمار في الأمن طوال 62 عاماً من عمر دولة إسرائيل أثمر ردعاً وقوة مقابل أعدائها القريبين والبعيدين. ليس هناك عدو ضمن شعاع 2000 كيلومتر قادر على تهديد وجود دولة إسرائيل تهديداً فعلياً».
في هذا الوقت، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشيه يعلون، «لا أعرف وزيراً في السباعية يعتقد أن من الممكن التوصل الى اتفاق في المستقبل المنظور»، مدّعياً أن «الفلسطينيين رفضوا إعلان نهاية لصراعهم مع إسرائيل»، فيما أشار مسؤول في مكتب نتنياهو إلى أن الأخير يعتقد أنه «إذا أظهر الجانبان مرونة واستعداداً لاتخاذ قرارات صعبة، فالسلام ممكن».
وتزامن موقف المسؤول مع شروع جرافات تابعة للمستوطنين بأعمال تجريف واسعة لعشرات الدونمات الزراعية بهدف توسيع مستوطنة «عيلي» على طريق نابلس ـــ رام الله جنوب نابلس، كما شرعت آليات أخرى بتوسيع مستوطنة «كرمي تسور» على حساب أراضي بيت أمر شمال الخليل. وحذر مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، من سعي المجموعات الاستيطانية الى ضم بؤرة استيطانية مجاورة تدعى «هيوفل» إلى مستوطنة «عيلي»، من خلال أعمال التجريف.
من جهة أخرى، ردّ الاتحاد الأوروبي على اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل «دولة قومية للشعب اليهودي»، قائلاً إن «على إسرائيل أن تضمن حقوق جميع مواطنيها». وأوضحت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايا كوسيجاسيك، «نؤيد قيام دولتين ديموقراطيتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن»، مضيفة «نؤكد كذلك أن على دولتي فلسطين وإسرائيل المستقبليتين ضمان المساواة التامة بين جميع المواطنين: ويعني ذلك في حالة إسرائيل خاصة، سواء كانوا يهوداً أو لا». بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن «الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود هو متطلب أساسي لعملية السلام. لكن القضية الأساسية اليوم، تبقى بضرورة تجميد الحكومة الإسرائيلية الاستيطان على نحو عاجل لضمان استمرار المحادثات، والوصول إلى الغاية الحقيقية وهي اتفاقية سلام تتضمن وجود إسرائيل آمنة تعيش إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة». وأضاف إن «المطالبة بتجميد الاستيطان ليس شرطاً مسبقاً للمفاوضات، لكن المستوطنات هي غير قانونية وتخلق حقائق جديدة على الأرض، ما يجعل المحادثات أكثر صعوبة».
بدوره، رحّب رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة «حماس»، إسماعيل هنية، بموقف السلطة الفلسطينية الرافض الاعتراف بيهوديّة إسرائيل، معتبراً أن هذا الموقف «غير كافٍ». وقال، في مؤتمر في غزة بعنوان «جهود (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) يوسف القرضاوي في خدمة الإسلام ونصرة القضية الفلسطينية»، «جيد رفض السلطة الفلسطينية موقف الاحتلال من يهودية الدولة، لكن هذا الرفض وحده لا يكفي»، معتبراً أن يهودية الدولة «تعني القضاء على حق العودة».
ورأى هنية أن الرئيس محمود عباس «يعيش مرحلة شلل سياسي»، بسبب فشل خياره التفاوضي وعدم امتلاكه خيارات أخرى بديلاً للمفاوضات.
إلى ذلك، دعا الداعية المصري يوسف القرضاوي الأمة الإسلامية إلى «العمل من أجل تحرير فلسطين وعدم الاستسلام لإسرائيل»، وقال «لا يجوز أن يبقى شبر من أرض الإسلام تحت قبضة الكفار والمحتلين». ودعا الفلسطينيين إلى عدم إلقاء السلاح، موضحاً أنه «لا ينبغي إلقاء السلاح، فمن يرد الحرية فلا بد أن يدفع الثمن. الاستقلال لا يُتصدّق به».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي)