فيما لا تزال الجهود قائمة لتأمين تجميد مؤقت للاستيطان لاستئناف المفاوضات، قدّم بنيامين نتنياهو عرضه، الذي جوبه برفض من السلطة: اعتراف بيهودية إسرائيل في مقابل التجميدرفضت السلطة الفلسطينية «جملة وتفصيلاً»، أمس، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القاضي بتجميد جديد للاستيطان، مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهوديّة الدولة الإسرائيلية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس» «هذا الأمر ليس له علاقة بعملية السلام ولا بالتزامات إسرائيل التي لم تنفذها، وهذا من الجانب الفلسطيني مرفوض جملة وتفصيلاً». وأكد أن «نتنياهو عندما خيّر بين السلام والاستيطان اختار الاستيطان، وكل هذه المناورات مكشوفة، والعالم يحمّله المسؤولية بسبب استمرار الاستيطان».
وكان نتنياهو قد قال أمس، في افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية للكنيست، «إذا قالت القيادة الفلسطينية بلا لبس لشعبها إنها تعترف بإسرائيل الدولة الوطن للشعب اليهودي فسأكون على استعداد لجمع حكومتي للمطالبة بتجميد جديد للبناء» في المستوطنات. وأضاف «الولايات المتحدة تقدم اقتراحات مختلفة، ونحن ندرسها بتروّ وفقاً لمصالح إسرائيل، وعلى رأسها الأمن وضمان الوجود». وزعم أن رفض الفلسطينيين الاعتراف بحقوق الشعب اليهودي وعلاقاته التاريخية في المكان هي «جذر الصراع»، وأنه «دون معالجة هذا الأمر لن ينتهي الصراع».
ليبرمان يهين كوشنير وموراتينوس: لتسوّ أوروبا مشاكلها قبل نصح إسرائيل
وخلال اجتماع لكتلة الليكود، لمّح نتنياهو إلى احتمال موافقته على تمديد تجميد البناء الاستيطاني بقوله «علينا أن نكون واقعيين، ولدينا مصالح أخرى وهناك محاور أخرى ليست أقل أهمية من الاستيطان لخدمة مصلحتنا».
وفي السياق، قال رئيس حزب «شاس» إيلي يشاي، خلال اجتماع كتلة حزبه، إن الحزب يعارض تمديد تجميد البناء الاستيطاني، لكنه لن ينسحب من الحكومة تحسّباً من انضمام حزب «كديما» إليها «وعندها سيكون هناك تجميد أعمق».
من جهة ثانية، هاجم رئيس حزب «العمل»، وزير الدفاع، إيهود باراك، خلال اجتماع كتلة حزبه، قرار اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين بالتصديق على مشروع قانون الاستفتاء الشعبي الذي يقيّد حكومة إسرائيل من تطبيق اتفاق سلام ينصّ على انسحاب من القدس الشرقية أو هضبة الجولان.
وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سنّ القوانين قد صدّقت على مشروع قانون يقضي بإجراء استفتاء شعبي في حال الانسحاب من القدس الشرقية أو هضبة الجولان حتى لو حاز اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين أو بين إسرائيل وسوريا تأييد أكثر من 60 عضو كنيست، أما إذا حاز تأييد 80 عضو كنيست أو أكثر، فإنه لن تكون هناك حاجة إلى الاستفتاء.
على صعيد آخر، كشف صائب عريقات، أمس، أن الرئيس محمود عباس أكد للعرب خلال قمة سرت التي جرت السبت الماضي، أن إسرائيل ألغت «فعلياً» اتفاق أوسلو وباقي الاتفاقيات الموقّعة مع منظمة التحرير الفلسطينية. ونفى أن يكون عباس قد «لوّح بالاستقالة أو بحل السلطة».
في هذا الوقت، التقى عباس في عمان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ووزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخل موراتينوس، ووزير خارجية فنلندا ألكسندر ستاب. وقال عريقات إن عباس أطلع الوزراء الأوروبيين على نتائج القمة العربية الاستثنائية والبدائل الفلسطينية، مؤكداً أن الفلسطينيين يبذلون «كل جهد ممكن كي يعطوا المفاوضات المباشرة الفرصة التي تستحق».
وقبيل توجههما إلى الأردن، عقد كوشنير وموراتينوس اجتماعاًً حامياً مع وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي وجه إهانات مباشرة للوزيرين، عندما أشار إلى أن الأسرة الدولية تحاول تعويض إخفاقاتها في تسوية نزاعات عديدة في العالم عن طريق فرض اتفاق سلام على إسرائيل والفلسطينيين في غضون عام. وأضاف إنه «يتوقع من الدول الأوروبية تسوية مشاكلها أولاً قبل أن تسدي النصائح لإسرائيل». وتابع إن «أوروبا تخلّت عام 1938 عن حليفتها تشيكوسلوفاكيا من أجل استرضاء الزعيم النازي أدولف هتلر». وشدد على أن إسرائيل «لن تكون تشيكوسلوفاكيا نسخة عام 2010».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)