بلغت حملة التشريع العنصرية الإسرائيلية ضد فلسطينيي 48 مستويات قياسية جديدة، فيما بدأت أرض حزب «العمل» تهتز تحت أقدام رئيسه باراك، بعد تفرده بسلسلة خطوات كان آخرها محاولته طرح صيغة تسوية إزاء «قانون المواطنة»
مهدي السيّد
غداة تصديق الحكومة الإسرائيلية على تعديل «قانون المواطنة»، أعلن حزب «إسرائيل بيتنا»، بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، عزمه على طرح قانون يقضي بإلزام أبناء سن الـ16 عاماً بقسم الولاء لإسرائيل.
وأفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» أنّ ليبرمان أوضح للوزراء، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، أنه لا ينوي الاكتفاء بتعديل قانون المواطنة، بل سيطرح قريباً قانوناً يقضي بأن يوقّع كل مواطن إسرائيلي في سن الـ16 تصريحاً يتعهد فيه الولاء لإسرائيل، وإلّا فإنه لن يحصل على بطاقة الهوية الإسرائيلية.
في هذه الأثناء، يبدو أن طرح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك صيغة تسوية تتعلق بتعديل قانون المواطنة أثناء مناقشته على طاولة الحكومة الإسرائيلية من دون التشاور مع وزراء ونواب حزب العمل، كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» إزاء الوضع داخل الحزب، حيث تعرّض باراك لحملة انتقادات قاسية من وزرائه وأعضاء كتلة حزبه، لامست مستوى «التمرد» ضده.
وكشفت صحيفة «معاريف» أنّ العمل جارٍ داخل الحزب على تنحية باراك عن الرئاسة في أسرع وقت ممكن، والقيام بالخطوات القانونية اللازمة لهذه التنحية، وفق ما ينص عليه دستور حزب «العمل».
وقالت صحيفة «معاريف» إن وزراء وأعضاء كنيست من حزب «العمل» يخططون لعقد مؤتمر الحزب في الشهور القريبة المقبلة وتعديل دستوره بهدف إجراء انتخابات على رئاسة الحزب عام 2011 لا في عام 2012 مثلما ينص عليه الدستور.
وقال قيادي في الحزب «سنتّخذ خطوات لتقديم موعد الانتخابات الداخلية إلى العام المقبل، لأننا إذا لم نطِح باراك فإنه سيُقضى على الحزب نهائياً».
وكان الخلاف قد برز مجدداً داخل حزب «العمل» أمس، على خلفية تصويت الحكومة على تعديل قانون المواطنة، الذي وصفه الوزير يتسحاق هرتسوغ بأنه يدل على وجود نزعات فاشيّة في الحكومة.
ولفتت الصحيفة إلى ما عدّته الأخطاء السياسية لباراك، في الآونة الأخيرة، التي جعلته يفقد قاعدته في حزب «العمل»، فكتبت أنه لم يناقش مع وزراء كتلته موقفه من «قانون الولاء»، ولم يشرك أعضاء الكتلة في النقاش، وذكرت خلافه مع الوزير بنيامين بن إليعيزر في أعقاب تسريب لقائه مع وزير الخارجية التركي، وقطع علاقاته مع رئيس الهستدروت عوفر عيني، كما أدار ظهره للوزير شالوم سمحون، الذي كان مقرباً إليه في السابق، بشأن تعيينه رئيساً لـ«الكيرن كييمت»، كما أن علاقته بالوزير يتسحاك هرتسوغ اهتزت في الآونة الأخيرة، فيما فقد الكثير من شعبيته في أعقاب خلافه مع رئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكينازي، الذي غطته وسائل الإعلام.
وفي تطور داخلي آخر، قال رئيس حزب العمل السابق عضو الكنيست عمير بيرتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه إذا أبدى وزيرا الحزب أفيشاي برافرمان ويتسحاق هرتسوغ استعدادهما للاستقالة من الحكومة وكتلة الحزب في الكنيست، فإنه سيدرس إمكان دعمهما في انتخابات داخلية مقبلة.
ورفض باراك التعقيب على تقارير وأقوال قادة من حزبه بشأن إطاحته، لكن شقيقه، افينوعام بروغ قال للإذاعة الإسرائيلية إنه ليس هناك أيّ إمكان لإطاحة شقيقه.