علي حيدرفي توقيت سياسي لافت، وبالتزامن مع الاتصالات الأميركية الإسرائيلية لتعبيد الطريق أمام استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وقّعت وزارة الدفاع الإسرائيلية مع نظيرتها الأميركية، وشركة «لوكهيد مارتن» صفقة شراء 20 طائرة مقاتلة من طراز «أف 35» الأكثر تطوراً في العالم، بقيمة مليارين و750 مليون دولار، ستُسدَّد من أموال المساعدات الأميركية لإسرائيل.
وبحسب ما ينص الاتفاق، تبدأ إسرائيل بالحصول على هذه الطائرات من عام 2016، على أن تحصل على الطائرات الأخيرة في عام 2017. وبلغت قيمة الصفقة 2.750 مليار دولار تُسدَّد من أموال المساعدات الأميركية لإسرائيل.
وفي ما يتعلق بتداعيات هذه الصفقة على موازين القوى في المنطقة، رأى المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية أودي شاني، أن «عصراً جديداً بدأ للقوة الإسرائيلية في مواجهة التحديات القريبة والبعيدة». وأكد أن الصفقة تمثّل ترجمة للتحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي، وبالتزام واشنطن الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط، مضيفاً أن إسرائيل ستشتري طائرات مقاتلة أخرى من هذا الطراز.
هذا وكانت إسرائيل قد صدّقت على شراء طائرات «اف 35» الشهر الماضي بعد تأخير عدة سنوات بسبب معارضة الولايات المتحدة لوضع معدات تكنولوجية من صنع إسرائيل في الطائرات. ومن الجدير الإشارة إلى أن هذا النوع من الطائرات يتمتع بالقدرة على الإفلات من رصدها في الرادارات. ووفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن طائرة «اف 35» هي الطائرة المقاتلة الأخيرة التي سيقودها إنسان.
ووصف سفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل اورين طائرات (اف 35) بأنها المقاتلات الأكثر تقدماً في العالم. وقال إنها «ستعزز قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها».
في المقابل، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن صفقة الطائرات بين واشنطن وتل أبيب تمثّل «تهديداً للأمن العربي»، مضيفاً أنها أحدثت «خللاً حقيقياً بالأمن في منطقة» الشرق الأوسط، معرباً عن تخوفه من أن يكون ثمن هذه الصفقة موافقة إسرائيل على تجميد محدود للاستيطان لمدة شهرين.
وأوضح المعلم، في حديث إلى الصحافيين على هامش الاجتماعات الوزارية التي تعقد في سرت قبل ساعات من عقد اجتماع لجنة المتابعة العربية وعشية عقد القمة العربية، أن «هناك من قال إن (بنيامين) نتنياهو سيعلن وقفاً للاستيطان لشهرين فقط، شرط ألا يطرح هذا الموضوع مستقبلاً، وأن يأخذ بالمقابل صفقة من السلاح المتطور جداً». وتابع: «لم يعد الموضوع إيقاف الاستيطان لشهرين، بل أصبح هناك تهديد للأمن العربي».
بموازاة ذلك، وقّعت إسرائيل أيضاً اتفاقاً مع الولايات المتحدة لتطوير منظومة «العصا السحرية» لاعتراض الصواريخ المتوسطة. وبحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس»، فقد وُقِّعت هذه الاتفاقية في السابع والعشرين من الشهر الماضي، أي في اليوم التالي لانتهاء تجميد البناء في المستوطنات. ورأت الصحيفة في توقيع الصفقة في هذا التوقيت، رغم أنه كان محدداً مسبقاً، شاهداً إضافياً على أن الإدارة غير معنية في هذه المرحلة بتبريد العلاقات الأمنية مع إسرائيل في ظل الخلاف مع حكومة نتنياهو على موضوع استمرار تجميد الاستيطان، ما دامت الاتصالات متواصلة لحل هذه الأزمة.