Strong>خيّم التشاؤم على توقعات مسؤولي السلطة الفلسطينية من أيّ نتائج إيجابية للمفاوضات مع إسرائيل، التي طالبت الإدارة الأميركية بتجديد التزامها بـ«ضمانات بوش»قبل ساعات من اجتماع لجنة المتابعة العربية، المقرر اليوم لبتّ مصير المفاوضات، لا يزال الجمود مسيطراً في ظلّ مطالب إسرائيلية جديدة من الولايات المتحدة للتصديق على تجميد الاستيطان لشهرين.
وكرر الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، قبل وصوله إلى سرت للمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة، التمسّك بالموقف الفلسطيني القاضي بـ«عدم استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان»، تزامناً مع عودته إلى نغمة التلويح بالاستقالة من منصبه في حال فشل مفاوضات السلام مع اسرائيل.
ونقل المستشار الإعلامي في المجلس الوطني الفلسطيني، خالد مسمار، عن عباس قوله خلال لقاء في عمان مع أعضاء المجلس، أول من أمس، إن «هذا الكرسي ربما أجلس عليه لأسبوع واحد فقط».
وأوضح مسمار أن عباس «سيضع النقاط على الحروف في قمة سرت، ولمّح إلى أمور جديدة وهامة سيطرحها على وزراء الخارجية العرب».
وأشار مسمار إلى أن عباس «أطلع المجلس على اللقاء الأخير بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي استمر لأربع ساعات، تحدثا خلاله في العمق، لكن نتنياهو قال إنه لا وقف للاستيطان، فقال أبو مازن إذاً لا مفاوضات».
وسارع مفوض الإعلام في حركة «فتح»، محمد دحلان، إلى التقليل من أهمية تلميح عباس إلى تقديم استقالته. وقال في تصريحات لصحيفة «أخبار اليوم» المصرية، «إن استقالة محمود عباس ليست حلاً للأزمة ولا يجوز التهديد بها أو التلويح»، مشيراً إلى أن عباس «مستمر في ممارسة مهماته».
ولفت دحلان إلى أن البحث عن البدائل بعد رفض نتنياهو تمديد قرار وقف بناء المستوطنات، «واجب على المجتمع الدولي، لا على الجانب الفلسطيني فقط». ورأى أن من هذه البدائل السرعة في إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية والتوجه إلى لجنة المتابعة العربية، لاتخاذ موقف عربي موحد باتجاه السعي لدى مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد يعدّ الاستيطان الإسرائيلي من جرائم الحرب، والتشديد على حلّ الدولتين وإقامة دولة فلسطينية. من جهته، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، أنه لا يرى أملاً في عملية سلام جادة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، في إطار نفيه لوجود اتصالات لعقد لقاء بين عباس ونتنياهو خلال وجودهما في باريس في الواحد والعشرين من الشهر الجاري للتحضير لقمة الاتحاد من أجل المتوسط.
وأضاف عبد ربه، في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين»، «إذا عقد مثل هذا اللقاء فلن يكون له أي علاقة بالعملية السياسية». ومضى يقول «هناك إدراك شامل على مستوى المنطقة وعلى المستوى الدولي بأنه لن تكون هناك عملية سياسية جادة، في ظل مواصلة حكومة نتنياهو لسياساتها وممارساتها».
في هذه الأثناء، تسعى الدول العربية الى الضغط على الولايات المتحدة من أجل إقناع إسرائيل بتمديد قرار تجميد بناء المستوطنات، من خلال التصديق على رفض السلطة الفلسطينية مواصلة محادثات السلام المباشرة.
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن مسؤولين عرباً أكدوا أن اجتماع القمة العربية سيشجع الولايات المتحدة على مواصلة جهود الوساطة مع تقديم الدعم للموقف الفلسطيني. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عربي قوله «سيجري التطرق إلى المسألة بطريقة إيجابية، لكن على نحو فعّال، وسنعلن عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات حين يتمكن الأميركيون من اتخاذ موقف بشأن المستوطنات».
وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن مسؤولاً فلسطينياً مقرباً من المفاوضات، أكد أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، «طمأن السلطة الفلسطينية بأن الولايات المتحدة لم تقدم أي التزام بشأن وادي الأردن».
ونسبت إلى المسؤول العربي قوله «لا نملك أي تأكيد بشأن رسالة الضمانات الأميركية، لكن إذا تضمنت فعلاً ما ذكرته التقارير بشأنها، فكيف يمكن دولةً فلسطينية مقبلة أن تكون مستقلة؟».
وفي سياق الضمانات، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها إن نتنياهو طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن يعلن مجدداً التزامه بالضمانات التي أعطاها سلفه جورج بوش لرئيس الوزراء السابق، أرييل شارون.
يذكر أن هذه الضمانات وردت في رسالة نقلها بوش الى شارون في عام 2004، وتعهد خلالها بأن تدعم واشنطن فكرة ضم الكتل الاستيطانية الكبرى إلى اسرائيل في إطار أي تسوية لترسيم حدود الدولة الفلسطينية.
كذلك أكد بوش في رسالته أن الولايات المتحدة ترفض عودة لاجئين فلسطينيين إلى داخل حدود دولة اسرائيل. وأوضحت المصادر السياسية أن موقف «بيبي» يلقى آذاناً صاغية لدى كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، غير أن واشنطن تقول إنها مضطرة أيضاً الى منح الجانب الفلسطيني رسالة ضمانات.
(سما، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)