غزة ــ قيس صفدي هدّدت أذرع عسكرية مسلّحة في غزة، أمس، بأن «صمتها لن يطول» على ممارسات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، متوعّدة بملاحقة رموز حركة «فتح» في كل أماكن وجودها إذا فشلت جهود المصالحة في إنهاء قضية ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومحاكمتهم.
وقال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أبو عبيدة، في مؤتمر صحافي شارك فيه 12 ذراعاً عسكرية في غزّة «لقد طفح الكيل من ممارسات هذه الأجهزة الفاسدة العميلة التي تغوّلت على شعبنا واستمرأت العار والخيانة، وقد آثرنا طوال الفترة الماضية أن نعطي جهود المصالحة كل الوقت، ونكظم الغيظ ونعضّ على الجراح، لكننا نقول اليوم إن صمتنا لن يطول». وأضاف «إذا لم تكن جهود المصالحة كفيلة بإنهاء قضية ملاحقة المجاهدين ومحاكمتهم واعتقالهم، فلا ينبغي لأحد أن يلومنا إذا ما لاحقنا رموز سلطة «فتح» في كل أماكن وجودها معاملةً بالمثل».
وشارك في المؤتمر الصحافي إلى جانب كتائب القسام، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب الناصر صلاح الدين، كتائب المجاهدين، كتائب الأنصار، كتائب شهداء الأقصى (وحدات نبيل مسعود)، كتائب سيف الإسلام، كتائب حماة الأقصى، كتائب جهاد جبريل، كتائب قوات الصاعقة، كتائب نسور فلسطين، وكتائب وحدة الصاعقة الوطنية، بينما بدا لافتاً غياب سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
واتهم أبو عبيدة، في بيان تلاه باسم الأذرع العسكرية، السلطة في رام الله بـ«تبادل الأدوار» مع الاحتلال، مشيراً إلى أن «هذه السلطة التي تحاكي أساليب الاحتلال في المحاكمات والاعتقالات للمقاومين وأنصار المقاومة، فتحت سجونها للتخفيف من أعباء الصهاينة وتبادل الأدوار معهم». وأوضح أبو عبيدة أن مئات المعتقلين السياسيين والمقاومين من كل الفصائل يقبعون في سجون السلطة «وبالأمس القريب، بدأ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان إضراباً عن الطعام»، مشيراً إلى التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في سجون السلطة.
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، أن «الشيخ خضر عدنان يعاني تدهوراً في صحته، الأمر الذي استوجب استدعاء لجنة طبية لفحصه». وقالت إن «الأجهزة الأمنية رفضت طلب اللجنة الطبية تحويل الشيخ إلى المستشفى للعلاج». وأشارت إلى أن «الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلنه الشيخ عدنان دخل الأربعاء (أمس) يومه السابع».
وعلى وقع التهديدات الداخلية والاتهامات المتبادلة، من المرتقب أن تلتقي حركتا «فتح» و«حماس» مجدداً في 20 من الشهر الجاري في دمشق لبحث ملف الأمن، بعدما اتفقتا في لقائهما الأول الشهر الماضي على ثلاثة ملفات تتعلق بمنظمة التحرير ولجنة ومحكمة الانتخابات.
وحذر عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمد نزال في حديث الى صحيفة «الوطن» السورية من أن المصالحة ستكون في مهب الريح ما لم يصل الطرفان إلى حل للعقدة الأساسية المتمثلة في الملف الأمني. وأوضح أن العقدة تتعلق بالملف الأمني «نحن نتحدث عن جهاز أمني موحد له أجندة فلسطينية وطنية قائم في الضفة والقطاع. لكن الواقع الحالي يشير ألى أجندتين أمنيّتين، واحدة في الضفة وأخرى في غزة».
ورغم الأجواء الإيجابية التي ظلّلت اللقاء الأول بين الحركتين، إلا أن الشارع الفلسطيني لا يزال متشائماً إزاء تحقيق المصالحة، وهي النتيجة التي أظهرها استطلاع رأي أجرته وكالة «سما» المستقلة على موقعها الإلكتروني وبيّنت أن معظم الفلسطينيين يعتقدون أن المحاولات الأخيرة للتوصل إلى مصالحة ستبوء بالفشل.