strong>شرعت إسرائيل في بناء 350 منزلاً جديداً في المستوطنات، في وقت كانت تفاوض فيه واشنطن للحصول على أكبر قدر من التنازلات، في مقابل تمديد قرار تجميد الاستيطان
انعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينيت» أمس، من دون البحث في موضوع البناء الاستيطاني، ليضع بذلك حداً للتكهنات بإمكان إعلانه تمديد التجميد. وقال وزير الزراعة، شالوم سمحون، في حديث إذاعي إنه كان من الصائب مواصلة التجميد، معتبراً أن إسرائيل تمر حالياً بلحظة الحسم، ويجب على قيادتها اتخاذ قرارات حقيقية.
في غضون ذلك، كشف مسؤولون أميركيون أن مدى العروض التي تقدّمها الولايات المتحدة لإسرائيل وما تطلبه بالمقابل في ما يخصّ المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، خلق جدالاً عنيفاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن السؤال المطروح حالياً في الولايات المتحدة هو إن كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يخاطر بالكثير في مقابل القليل جداً، ولا سيما بعدما سرب عن عرض واشنطن على تل أبيب تقديم معدات عسكرية ودعم لوجود طويل الأمد في غور الأردن، والمساعدة على فرض حظر على تهريب الأسلحة للفلسطينيين، إلى جانب استخدام حق «النقض» على قرارات مجلس الأمن الحساسة بالنسبة إلى إسرائيل خلال المفاوضات، والتعهد بصوغ اتفاقية أمنية إقليمية للشرق الأوسط، مقابل تمديد إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات بالضفة الغربية مدة 60 يوماً فقط.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن أنديك، قوله «لا أظن أبداً أنه يجب علينا القيام بأي شيء آخر».
من جهته، رأى السفير الأميركي السابق في تل أبيب، دانيل كيرتزر، أن ما تعرضه الولايات المتحدة على إسرائيل «رزمة غير عادية من أجل لا شيء أساسي». وأوضح أنه «بعد الذي جرى، من يظن أن شهرين للتمديد (وقف بناء المستوطنات) أمر كاف؟».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنه بعد رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، العرض الأميركي، يبدو حالياً أنه يميل إلى القبول به، لكنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لجمع الأصوات الضرورية من أعضاء حكومته لذلك.
في هذه الأثناء، استغلت إسرائيل انتهاء فترة التجميد لتشرع في تنفيذ أعمال بناء 350 منزلاً خلال عشرة أيام فقط. وأفادت صحيفة «هآرتس» أنه في مستوطنة «كيدوميم» يجري العمل على بناء 56 وحدة سكنية، وفي مستوطنة «أرئيل» يجري إعداد الأرضية لبناء 54 وحدة سكنية، كما بدأ بناء 56 وحدة سكنية في «كرمي تسور»، و 24 وحدة في «ماطيه بنيامين»، و3 وحدات في «كريات أربع».
وإضافةً إلى ذلك يجري بناء وحدات سكنية منفردة في عدة مستوطنات، مثل «أورانيت» و«شعاري تكفا» و«رفافاه».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» عن مشروع لشق مدخل جديد يؤدي الى البلدة القديمة في القدس عبر أسوارها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث يدور عن شق فتحة جديدة في موقع بالقرب من باب النبي داود في منطقة حارة اليهود. وستُشَقّ الفتحة في الصخرة الواقعة تحت السور ومن ثم حفر نفق يؤدي إلى موقف كبير للسيارات سيُنشأ تحت الأرض، وذلك تحت موقف السيارات العلوي الحالي الذي يستخدمه سكان الحي اليهودي وزوار باحة حائط المبكى.
(أ ف ب ، يو بي آي،
الأخبار، سما)