أوباما هدّد بالامتناع عن استخدام «النقض» ضد إقامة الدولة الفلسطينيّةيواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محاولة إقناع وزرائه المعارضين بالسير في تمديد تجميد البناء الاستيطاني، في وقت صدّقت فيه بلدية القدس على مخطط بهدف تغيير تفاصيل باحة البراقعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس جلسة خاصة للمجلس الوزاري السباعي لبحث إمكان تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية في مقابل رسالة الضمانات الأميركية.
وأفاد موقع صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو ألغى جولة كان مخططاً لها أمس في منطقة القدس المحتلة، لإتاحة المجال لعقد جلسة المجلس الوزاري الذي ينحصر دوره في إعطاء رأي استشاري.
وقالت الصحيفة إن نتنياهو سيحاول «تسويق» الرسالة الأميركية للوزراء المعارضين، وهم أفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا) وبيني بيغين وموشيه يعالون (الليكود)، والوزير إيلي يشاي (شاس).
كذلك أكد مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، دعوة الحكومة الأمنية المصغرة، المخوّلة إعلان تجميد جديد للاستيطان، إلى الاجتماع اليوم.
وفي السياق، توقعت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة تراجعاً إسرائيلياً في موضوع تجميد الاستيطان في ظل اتخاذ الإدارة الأميركية موقفاً حاسماً من نتنياهو، بعدما رأت أنه وجّه إهانة كبيرة إلى أوباما وطاقمه المشارك في تلك المباحثات.
وقالت المصادر إنّ التطور المتوقع في موقف نتنياهو يأتي في أعقاب تهديد الإدارة الأميركية بعدم استخدام حق النقض، إذا ما قامت السلطة بعرض موضوع إقامة الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن الدولي.
وأوضحت المصادر أن الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية يؤيدان فكرة ذهاب السلطة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمر التعنت الإسرائيلي في موضوع التجميد.
كذلك نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي تسريبات من مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تتحدث عن أن حزب «العمل» قد يفكّر في مغادرة الحكومة إذا أصر نتنياهو على موقفه من عدم تجميد الاستيطان.
صدّقت بلدية الاحتلال على المخطط الهيكلي لتغيير تفاصيل باحة البراق
في موازاة ذلك، أكد وزير رفيع المستوى لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن «نتنياهو قادر على تمرير أيّ قرار يريده في المجلس الوزاري المصغر أو الحكومة، بما فيه استمرار تجميد البناء الاستيطاني لمدة شهرين»، فيما قدّرت مصادر سياسية من الجناح اليميني في الحكومة، أنه إذا ما حصل نتنياهو خلال اتصالاته بالأميركيين على تعهد «واضح» من أوباما بأن «التجميد الإضافي لمدة شهرين سيكون التجميد الأخير، وإذا ما التزمت الولايات المتحدة بالمحافظة على مصالح إسرائيل في المنتديات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، يمكن نتنياهو أن ينال تأييد الوزراء لاقتراح تجميد الاستيطان لمدة شهرين».
وقبل ساعات معدودة من بدء مناقشة «السباعية»، ناشد رؤساء السلطات المحلية لمستوطنات الضفة الغربية الوزراء بعدم الموافقة على تمديد تجميد البناء مرةً أخرى، ورأى بعضهم أن خطوة كهذه تمثّل مساً مخجلاً ومذلاً «بحقوقي الأساسية كإنسان وكيهودي يعيش في بلده».
في المقابل، رد مكتب نتنياهو على مناشدة المستوطنين بالقول إن موضوع التجميد غير مطروح على جدول أعمال الجلسة رسميّاً، رغم أنه يُحتمل مناقشته خلالها.
في غضون ذلك، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره المصري حسني مبارك، وتناولا تعثر المفاوضات، إلى جانب الجهود المصرية مع إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدفع عملية السلام، إضافةً الى ملف المصالحة الفلسطينية.
ورأى المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أنه لا بد من الحصول على تجميد شامل للاستيطان حتى يمكن إعطاء بعض الأمل للجهود الأميركية لدفع عملية السلام.
في هذه الأثناء، صدّقت بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، رسميّاً على المخطط الهيكلي الإسرائيلي بهدف تغيير تفاصيل باحة البراق. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال ستطرح الخطة الجديدة على ما يسمى «لجنة التنظيم والبناء المحلية» في بلدية القدس المحتلة مرة أخرى لمناقشتها بالتفصيل، ووضع اللمسات الأخيرة عليها.
من جهتها، رأت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن المخطط الهيكلي يهدف إلى تهويد باحة البراق كجزء من عدة مخططات إسرائيلية تأتي بهدف تغليب الطابع اليهودي على المدينة. وحذّرت المؤسسة من أن ما يسمى «سلطة الآثار الإسرائيلية» تحاول طمس الحقائق وتزييفها، لافتةًً إلى أن هذه المساعي الإسرائيلية تستوجب تحركاً «على مستوى كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني لمواجهة هذه المخططات ضد القدس والمسجد الأقصى المحتلّين».
يذكر أن المخطط يشمل توسيعاً كبيراً لمسطح ساحة البراق، وإنشاء طبقات أرضية تحتها، وتغيير مداخل ساحة البراق والطبقات الأرضية، إضافةً إلى استحداث مداخل تحت الأرض، واستحداث مواقف عامة للحافلات والسيارات، في جميع المناطق القريبة من البراق، وربط ساحة البراق ببلدة سلوان وأنفاقها تحت الأرض، وإنشاء منطقة تهويدية واسعة لغرب المسجد الأقصى وجنوبه على مساحة تصل إلى نحو 7000 متر مربع.
(الأخبار، أ ف ب، سما، معا)