اتصالات سرّية أميركيّة ــ إسرائيليّة ومشاورات عربيّة ــ فلسطينيّة تسبق قمّة سرتتباينت مواقف الأطراف الإسرائيلية من المطالبات الأميركية بضرورة تمديد تجميد البناء الاستيطاني للسماح باستمرار المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، وسط توقعات ببت الموضوع في المجلس الوزاري المصغر غداًيواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العمل على محاولة إيجاد مخرج يضمن بموجبه عدم إسقاط المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، ويحافظ على وتيرة علاقته مع الولايات المتحدة من دون خلق أزمة سياسية إسرائيلية، في ظل معارضة عدد كبير من وزراء حكومته لاتخاذ قرار يمدد بموجبه تجميد الاستيطان لمدة شهرين.
وعلى الرغم من تأكيد نتنياهو أثناء اجتماع وزراء حزب «الليكود» أمس أنه لا قرار حتى الآن بتمديد تجميد البناء في المستوطنات، شدد على «ضرورة الاستمرار في البحث عن الحلول للاستمرار في المفاوضات والعمل المشترك مع الإدراة الأميركية». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله إن الاتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن موضوع التجميد مستمرة، وإن «هناك أنباءً كثيرة نُشرت، وغالبيتها غير صحيحة». وأضاف: «هناك جهود، وهي سرية بالأساس، وتتطلب منا مسؤولية وضبط نفس وسرية»، متحدثاً عن وجود مصلحة «في الحفاظ على المستوطنات وفي إجراء محادثات».
وطالب نتنياهو وزراء حزبه بعدم التسرع في المواقف والهدوء، بعدما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن اجتماع وزراء الليكود شهد توتراً، حين هاجم الوزير ميخال إيتان، وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، متهماً إياه بأنه «ناقض على نحو كامل موقف الحكومة أمام العالم أجمع»، في إشارة إلى الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كذلك دعا نتنياهو، لدى بدء جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، الفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة.
مقربون من نتنياهو: باراك «نمَّام» ومُثير للاضطراب السياسي
في المقابل، رفع وزير الخارجية الإسرائيلي من وتيرة مهاجمته لإمكان تمديد تجميد البناء، خلال اجتماع لحزب «إسرائيل بيتنا» أول من أمس. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن ليبرمان قوله إن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يُعد لاتفاق مفروض بعد أن نوافق على التجميد ويجب علينا أن نقول لا»، مؤكداً في الوقت نفسه عدم نية حزبه الانسحاب من الحكومة.
وقدّر ليبرمان أن الحكومة الإسرائيلية ستقر تمديد تجميد البناء الاستيطاني لمدة شهرين، مشيراً إلى أن حزب «شاس» هو الذي سيحسم مسألة التجميد. ولفت إلى أن الرئيس الإسرائيلي «شمعون بيريز وعد رئيس الحكومة بأنه سيحضر له الحاخام عوفاديا يوسف (الزعيم الروحي لشاس) ليؤيد استمرار التجميد لشهرين». وهاجم ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بعد تسريبات تتهمه بالوقوف وراء المقترحات الأميركة، قائلاً إن ما يفعله باراك عائد إلى خوفه من خسارة «كرسي وزير الدفاع».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن باراك يحاول زج نتنياهو في زاوية ضيقة وصعبة للغاية، وأنه هو من يقف خلف المقترحات والمبادرات الأميركية الأخيرة.
وحذَّر مقربون من نتنياهو من أفعال باراك تلك، والأفكار التي يطرحها على الإدارة الأميركية، ووصفه بعضهم بأنه «نمَّام» ومُثير للاضطراب السياسي.
ووسط حال التراشق السياسي بين قادة الأحزاب السياسية في إسرائيل، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية غداً، يتوقع تخصيصه للبحث في تمديد التجميد ومسودة «رسالة الضمانات» الأميركية.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيُصوَّت على قرار تمديد التجميد خلال الاجتماع، فيما نفى الناطق باسم نتنياهو، مارك ريغيف، علمه «بمثل هذا البرنامج للاجتماع المقبل للحكومة الأمنية». ويرى قياديون في حزب «الليكود» أن المفتاح لتجنيد غالبية في الاجتماع مؤيدة لتمديد التجميد يكمن في الحصول على تأييد وزير الإسكان أريئيل أتياس من حزب «شاس»، الذي يوصف بأنه الأكثر اعتدالاً بين وزراء حزبه، أو في تمكن نتنياهو من إقناع ليبرمان بتأييد التجميد.
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي أن نصف الوزراء في الحكومة الإسرائيلية يعارضون مطلب تمديد تجميد الاستيطان، فيما يبدي ثمانية وزراء تأييدهم لذلك وسبعة لم يحسموا موقفهم. كذلك، فإن ثمانية من الأعضاء الخمسة عشر الذين تتألف منهم الحكومة الأمنية الإسرائيلية يعارضون التمديد، بينما يبدي أربعة منهم تأييدهم وثلاثة لم يحسموا موقفهم.
أما على الجانب الفلسطيني، فانتقل أمس الرئيس محمود عباس إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي أيد الموقف الفلسطيني برفض المفاوضات في ظل الاستيطان، في وقتٍ كشف فيه عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، نبيل شعث، أن «القيادة الفلسطينية بدأت تحركاً عربياً يسبق القمة العربية الاستثنائية في سرت وما يسبقها من اجتماع للجنة المتابعة العربية، وذلك بغرض توفير الدعم العربي للموقف الفلسطيني».
وفي إطار المشاورات العربية، أجرى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في الرياض محادثات مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل شملت عدداً من المواضيع الإقليمية.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)