واصلت الصحف الإسرائيلية نشر الوثائق الأميركية السرية التي تسرّبت عبر موقع «ويكيليكس»، وأظهرت إحداها أن نتنياهو انتقد بشدة أداء الجيش الإسرائيلي أمام حزب الله خلال حرب لبنان الثانية 2006، فيما أظهرت أخرى تقدير نتنياهو في عام 2009 امتلاك إيران القدرة على إنتاج قنبلة نووية.ووفقاً لإحدى الوثائق، فإن نتنياهو قال خلال لقائه السفير الأميركي في تل أبيب ريتشارد جونز، في شهر نيسان من عام 2007، إن إدارة الجيش لحرب لبنان الثانية كانت «غبية»، وإن إسرائيل «قطّرت قوات نحو فوهات» أسلحة حزب الله.
وأضاف نتنياهو أن حكومة سلفه إيهود أولمرت كانت تفتقر إلى «القدرة على المناورة العسكرية»، وأنه «لو جنّد أولمرت قوات الاحتياط وسيطر على مناطق وقضى على حزب الله في جنوب لبنان وبعد ذلك انسحب، لكان اليوم بطلاً».
وفي وثيقة أُخرى أُرسلت من السفارة الأميركية في تل أبيب، في 23 كانون الأول 2009، اقتُبس قول نتنياهو إن إيران تمتلك القدرة على إنتاج قنبلة نووية. وتوثّق الوثيقة نفسها لقاءً بين نتنياهو ورئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي آنذاك، أيك سكلتون، قدّر خلاله نتنياهو أنه في غضون سنة أو سنتين سيكون في وسع إيران إنتاج بضع قنابل نووية. وبحسب تقديره، فإن هذه الفترة الزمنية تمثل المدى الزمني الذي بقي من أجل منع السلطات في طهران من امتلاك السلاح النووي. وبحسب الوثيقة، أعرب نتنياهو عن رضاه عن التعاون الدولي في المساعي الدبلوماسية مقابل إيران والعقوبات التي فُرضت عليها. وأظهرت وثيقة أُخرى أن إسرائيل اتهمت تركيا بالسماح بمرور مواد لمصلحة المشروع النووي الإيراني عبر أراضيها، بمعرفة كاملة من رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان. وكشفت برقيات دبلوماسية أميركية سرّبها موقع «ويكيليكس» أن نتنياهو أيّد في عام 2009 فكرة تبادل الأراضي مع الفلسطينيين في إطار اتفاقية سلام، وأنه لا يرغب في مواصلة السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكشفت وثيقة بعثتها السفارة الأميركية في تل أبيب، في 26 شباط 2009، أن نتنياهو أقرّ، في لقاء مغلق مع وفد أميركي برئاسة السيناتور بنيامين كاردين، بالصعوبة التي تواجه التوصل إلى اتفاق في قضية القدس واللاجئين قبل حل بقية المسائل. وتضيف الوثيقة أن نتنياهو أعرب عن أمله بأن يبقى رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في منصبه.
ورأى أن التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني خيار أكثر واقعية من اتفاق مع سوريا، نظراً إلى أن رام الله تسعى إلى الابتعاد عن طهران، بينما تقترب دمشق منها.
وخلال لقاء في أيار 2009، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن السلطة الفلسطينية «ضعيفة وتفتقد الثقة بنفسها»، بحسب وثيقة دبلوماسية.
وخلال لقاءات في تشرين الثاني 2009، أصدر المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد «حكماً سلبياً حيال حظوظ استمرار محمود عباس سياسياً بعد 2011»، بحسب المصادر نفسها. وأظهرت وثيقة أخرى أنه خلال اتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية المشروع النووي الإسرائيلي، وجّه موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى، بينهم رئيس مجلس الأمن القومي عوزي أراد، انتقادات شديدة لمصر. واتهم وزارة الخارجية المصرية بالمس بالعلاقات بين مصر وإسرائيل.
كذلك أظهرت برقية دبلوماسية أرسلها السفير الأميركي جيمس جيفري، بعد لقائه السفير الإسرائيلي غابي ليفي في 26 تشرين الأول عام 2009، تهجّم الأخير بشدة على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما حاول تفسير أسباب تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وقال «أردوغان لم يكسب نقطة واحدة في استطلاعات الرأي جرّاء مهاجمته إسرائيل، وهو سلفي يكرهنا من الناحية الدينية، وكراهيته لنا تتسع باستمرار».
في ردود الفعل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن نشر موقع ويكيليكس برقيات دبلوماسية أميركية سرية لم يسبب ضرراً ملموساً لإسرائيل، مرجّحاً أن يدفع كشف البرقيات «الدبلوماسيين إلى أن يكونوا أكثر حذراً لدى إدلائهم بأي أقوال بعد هذه القضية».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)