بعد تدهور صورة إسرائيل عالمياً، قررت وزارة الخارجية البدء بحملة دعائية جديدة في العواصم الأوروبية، تستعين خلالها بجماعات ضغط وشخصيات عامة لتحسين صورة الاحتلال
علي حيدر
خاص بالموقع- ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية وجّهت، قبل نحو أسبوع، رسالة إلى السفراء الإسرائيليين في كل من لندن وبرلين وروما ومدريد وباريس ولاهاي وأوسلو واستوكهولم وكوبنهاغن، تتضمن أسس الحملة الدعائية لتحسين صورة إسرائيل والتوجيهات العملية. ولفتت الصحيفة إلى أن كل واحدة من تلك السفارات تلقت تعليمات بإعداد لائحة بحلول 16 كانون الثاني تضم ألف شخص على الأقل، من حلفاء إسرائيل، في كل عاصمة، حيث من المفترض الاتصال بهم من السفراء أو مجموعات الضغط والشخصيات العامة لإبلاغهم بآخر التطورات السياسية.
وأشارت «هآرتس» إلى ضرورة أن يكون هؤلاء الحلفاء من الذين يبدون استعدادهم للعمل من أجل إسرائيل بناءً على طلب السفراء، عبر التظاهر أو إقامة التجمعات المؤيدة لإسرائيل، ونشر المقالات في الصحافة، فضلاً عن أهمية أن يكونوا من الجالية اليهودية ونشطاء الجمعيات المسيحية والصحافيين والسياسيين والأدباء والأكاديميين.
ولفتت «هآرتس» إلى أن الحملة الدعائية لن ترتكز على الدبلوماسيين الإسرائيليين أو المتطوعين، بل أيضاً على جماعات الضغط وشخصيات عامة مهنية يستأجرها السفراء في كل دولة، وتُوزَّع المواد عليهم من طاقم خاص تقيمه وزارة الخارجية في القدس المحتلة. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية معنية بنقل هذه المواد إلى جهات النفوذ في كل دولة، وأحيانا من دون بصمة إسرائيلية.
وبحسب الصحيفة نفسها، ستُقسَّم الرسائل التي يوجهها الطاقم إلى ثلاثة أنواع:
رسائل سياسية تتضمن مواقف إسرائيل من عملية السلام والمستوطنات والتطورات في الأمم المتحدة، ورسائل تتضمن تصنيف المواد التي تتناول تسويق إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والسياحة والاقتصاد، إضافة إلى رسائل عن السيناريوات في الشرق الأوسط غير المرتبطة بإسرائيل مباشرة.
في هذا الوقت، وصل أخيراً العديد من الرسائل التي احتوت على صور لطفل فلسطيني شهيد إلى بيوت ضباط وجنود إسرائيليين شاركوا في العدوان على غزة، ووصفتهم الرسائل بأنهم «مجرمو حرب».
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن الرسالة تضمنت جملة واحدة تقول: «كيف ستشرح هذا للرب؟». وتضمنت الرسائل صورة لطفل فلسطيني يظهر رأسه، فيما جسده مدفون في الأرض.
وأُرسلت هذه الرسائل من العاصمة الإسبانية، مدريد، إلى بيوت ضباط وجنود إسرائيليين، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين وقائد الجبهة الوسطى آفي مزراحي.
ويسود الاعتقاد في الجيش الإسرائيلي بأن مرسل الرسائل الذي وقع باسم «رودريفز» حصل على عناوين العسكريين الإسرائيليين من الموقع الإلكتروني الذي أُطلق في إسرائيل وشمل تفاصيل قرابة 200 عسكري وصفهم بأنهم «مجرمو حرب».