من ضمن التشكيلات الأمنية الجديدة في إسرائيل، عُيّن رئيس جديد للاستخبارات العسكرية، بعد تسمية رئيس جديد للأركان، بانتظار الاتفاق على اسم خليفة مائير داغان في الموساد
علي حيدر
في أكثر المنعطفات الإقليمية حساسية، وفق التوصيف الإسرائيلي، بدءاً من استحقاق المفاوضات على المسار الفلسطيني، إلى ترقّب تل أبيب تداعيات القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وفي ظل الهدوء السائد الذي يلف كل الجبهات وتنامي التهديد النووي الإيراني، تولّى الرئيس الجديد للاستخبارات العسكرية، أمان، اللواء افيف كوخافي، مهماته بعدما رُقّي من رتبة عميد إلى رتبة لواء، خلال مراسم عسكرية أقيمت في قاعدة الإرشاد الاستخباري في تل أبيب، خلفاً لسلفه اللواء عاموس يادلين. وفيما تعهد كوخافي، خلال المراسم، بالقيام بكل ما باستطاعته من أجل «تزويد الجيش الإسرائيلي بمعلومات استخبارية نوعية كي ينجح في تنفيذ مهماته»، تناول رئيس أركان الجيش، غابي أشكينازي، أهمية ودور الاستخبارات العسكرية التي تخضع لإمرته بالقول إنها تمثّل «العينين والأذنين وأحياناً تكون دماغ دولة إسرائيل، وهي المسؤولة والمراقبة لما يقع خلف التل، وفي حالتنا، هناك عدد من التلال القريبة والبعيدة».
وفي الإطار نفسه، كرر الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية، يادلين، تحذيره من «وهم الهدوء» الذي يسود الحدود الإسرائيلية، مشيراً إلى أنه «يحظر علينا أن نتجاهل دولاً ومنظمات منكبّة على بناء قوتها وتسلحها وتحاول التعرف إلى نقطة ضعفنا». وشدد على ضرورة تطوير القدرات الإسرائيلية لمواجهة هذه التهديدات.
وفي محاولة لعرض الإنجازات التي تحققت خلال رئاسته للاستخبارات، لفت يادلين إلى أنه «بُدئ للمرة الأولى، بنجاح، بالتعامل مع تحديات تكنولوجية حديثة، وفي مركزها، كل ما يحدث في شبكة الإنترنت، فهذه عوالم جديدة للاستخبارات وينبغي الاستمرار بالتطوير من أجل أمن الدولة».
ورأى يادلين أن التهديد المركزي الذي تواجهه إسرائيل هو البرنامج النووي الإيراني ودعم إيران لـ«الإرهاب» والتطرف في المنطقة. وشدد على أن الحرب المقبلة ستكون أشد خطورة على إسرائيل من أي حرب سابقة، حيث ستخوض إسرائيل حرباً على جبهات متعددة قد تكون فيها المدن والتجمعات السكنية الإسرائيلية جبهة القتال المركزية.
أما وزير الدفاع إيهود باراك، فقد تناول التكهنات عمّا إذا نجحت إسرائيل في اغتنام الفرص القائمة وتغيير الأوضاع عبر التوصل إلى تسوية مع السلطة الفلسطينية تمهيداً لتغيير صورة الأوضاع في المنطقة.
يشار إلى أن كوخافي تولّى مهماته في رئاسة الاستخبارات قبل أكثر من شهرين من تسلّم يوآف غالانت مهماته في رئاسة أركان الجيش خلفاً للرئيس الحالي غابي أشكينازي، بعدما أنهى قبل عدة أشهر مهماته كرئيس لشعبة العمليات في قيادة هيئة الأركان العامة.
وكان كوخافي قد تجنّد في الجيش في كتيبة «المظليين» في عام 1982، ويعدّ من جيل «ضباط لبنان»، وعُيّن في منصب «قائد القطاع الشرقي» في «الحزام الأمني» السابق في جنوب لبنان، وبعد ذلك قائداً لكتيبة «المظليين» خلال عملية «السور الواقي».
وتولّى في الماضي قيادة فرقة غزة العسكرية، وكان الضابط الذي أغلق بوابات المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة في أعقاب تنفيذ خطة فك الارتباط في صيف عام 2005.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعلن خلال الأيام المقبلة رئيساً جديداً للموساد، في الوقت الذي يتمحور فيه التنافس بين النائب الحالي لرئيس الموساد، ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يادلين.
وأضافت التقارير أنه في الوقت الذي لم يستطع فيه رئيس الموساد مئير داغان تهيئة وريث طبيعي، يدرس المقرّبون من نتنياهو بجدية ترشيح رئيس الشاباك، انطلاقاً من الخبرة التي يملكها، بفعل خدمته الطويلة في مجال الاستخبارات، كذلك فهو يعرف جيداً عمل الموساد، وخاصة في ما يتعلق بالإحباط العملياتي.