محمد بدير خاص بالموقع- كرّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، تحذيراته التي أطلقها قبل أسابيع من الهدوء المضلل على الجبهة الشمالية، ومن تنامي قوة «أعداء إسرائيل» وانعكاسات ذلك على الجبهة الداخلية الإسرائيلية في أية حرب مقبلة. وقال يادلين خلال مشاركة وداعية في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس إن «الردع الإسرائيلي قوي جداً إلا أن الهدوء لا ينبغي أن يضلل أحداً، بل إن العكس هو الصحيح، فأعداؤنا يتعاظمون ويتسلحون». ورأى الجنرال، الذي ينهي مهمّاته خلال الأسابيع القادمة، إن إيران برئاسة محمود أحمدي نجاد أصبحت تمثّل العدو الأساسي لإسرائيل «ليس فقط بسبب برنامجها النووي» بل أيضاً لأنها «ترسل أذرعها الأخطبوطية إلى كل من يعمل ضد إسرائيل». وكرر يادلين التقدير الذي كان قد قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قبل أسبوعين وقال فيه إن هناك احتمالاً لأن تكون الحرب القادمة على أكثر من جبهة، لافتاً إلى أن تل أبيب ستتحول خلالها إلى جبهة قتال، في إشارة إلى تعرضها المتوقع للصواريخ. ورأى يادلين أن هناك صراعاً يسعى إلى استهداف أصل وجود إسرائيل، داعياً إلى مواجهته بتطوير العمل الاستخباري وتنظيم الاستعداد القومي. وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على يادلين، قائلاً إنه وفر للمسؤولين الوسائل اللازمة لمواجهة التغييرات في المنطقة.
من جهة أخرى، حذر وزير الشؤون الاستخبارية الإسرائيلي، دان مريدور، من حرب جديدة «لا تحمد عقباها» على قطاع غزة، زاعماً أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تكدّسان السلاح.
وقال مريدور، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء لشبكة «بي بي سي» البريطانية أمس الأحد إنّ حماس سيطرت على غزة وطردت منظمة التحرير الفلسطينية خارجها، وبدأت تطلق قذائف على إسرائيل، ولا تزال هي والجهاد الإسلامي ومنظمات أخرى تتسلح يوماً بعد يوم حسب ادعائه.
وأضاف «إيران تحاول أن تجعل غزة ذراعاً إيرانية أخرى مثلما هي الحال بالنسبة إلى حزب الله»، مشيراً إلى أن مصر توقِف بصورة جيدة عمليات التهريب عن طريق البحر والأنفاق إلى غزة، لكنها لم توقفها كلها».
ورأى ميريدور أن تنظيم القاعدة العالمي يحاول أن يجد له مكاناً في غزة، و«هذا يمثّل عاملاً لعدم الاستقرار»، مشيراً إلى أن «الاستقرار في تلك المنطقة يتطلب غزة أخرى، لا غزة محكومة بحماس والجهاد الإسلامي والقاعدة ومنظمات شبيهة».
إلى ذلك، انتقد يفتاح شابير، مدير مشروع التوازن العسكري في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، تزويد روسيا كلاً من سوريا ولبنان بالسلاح، متهماً إياها بالسعي إلى إعادة التأكيد على أنها قوة عظمى من خلال ذلك.
وقال شابير لصحيفة «جيروزالم بوست» إن روسيا تستعد لبيع سوريا منظومة صواريخ «ياخونت» أرض ـــــ بحر التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، والتي سوف تغيّر قواعد «اللعبة» في حال وقوعها في أيدي حزب الله.
وأوضح شابير أن هذه الصواريخ سوف تقلّص حرية عمليات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط، بل من شأنها تمكين حزب الله من قصف البوارج والبواخر الإسرائيلية المرابطة في قواعدها مثل ميناء حيفا.
وعن الأسلحة التي أعلنت روسيا نيتها تقديمها إلى الجيش اللبناني قال شابير إن «هذه الأسلحة لا قيمة عسكرية لها، لأنه لن يكون لها وجود بعد ربع ساعة من نشوب حرب، غير أن لمبادرة روسيا هدفاً وبعداً سياسياً كبيراً، حيث تحاول روسيا من خلال هذه الصفقات إيجاد موطئ قدم لها في شرق المتوسط».