أثار قرار وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، تعيين العميد احتياط غال هيرش، قائدا عاما جديدا على الشرطة، عاصفة داخل جهاز الشرطة نفسها وخارجها. وأثار القرار استياء العديد من كبار الضباط لكونه ينطوي على «عدم ثقة بالشرطة وبقيادتها الحالية».
وسيقدم الوزير اردان توصيته الخاصة بهذا التعيين إلى الحكومة الإسرائيلية لنيل موافقتها في حال إقرار اللجنة الاستشارية الخاصة بمراجعة التعيينات في الوظائف الكبرى، بأهلية هيرش لهذا المنصب القيادي، كما رأى اردان أن هيرش هو «أكثر مرشح يلائم هذا المنصب من أجل القيام بعملية التغيير المطلوبة في جهاز الشرطة، وتعزيز الثقة بها».
وبرغم ترحيب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعلون، بالقرار، فإن ردود الفعل تجاوزت جهاز الشرطة، لكون اسم المرشح ارتبط بالفشل الذي واجهه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان عام 2006، عندما كان هيرش يتولى قيادة فرقة الجليل.
وكان هذا الرجل قد استقال من الجيش بعد انتهاء الحرب، بفعل الانتقادات القاسية التي وجهت إليه، على خلفية نجاح عملية أسر جنديين إسرائيليين بيد حزب الله، ومقتل ثمانية جنود آخرين، حاولوا ملاحقة المجموعة التي نفذت العملية.
وكان تقرير لجنة فينوغراد، التي تشكلت للتحقيق في فشل الحرب، قد أثنى على دور هيرش في العديد من الجوانب، ولكنه انتقد سلوكه بعد عملية الأسر، لكن، في الشهر الماضي نشر رئيس اللجنة رسالة وجهها إلى رئيس الأركان السابق بني غانتس، طلب فيها إعادة هيرش إلى قيادة الجيش، مؤكدا أنه حدث خطأ في توصيات الجيش وأن ضميره يؤنبه على ذلك.
مع ذلك، فقد لقي قرار التعيين ردود فعل ساخطة لدى العائلات اللواتي سقط أبناؤهن خلال الحرب على لبنان. ووفق صحيفة «يديعوت احرونت»، فقد أصيب بعض هذه العائلات، بالضيق الشديد، فيما عبر آخرون عن شعورهم بالخيبة، بفعل ترقيبة «من فشل في الحرب إلى الأعلى»، فيما أثنى البعض على قرار التعيين.
برغم هذا، فإن المفاجأة خيمت على الجميع انطلاقا من أن هيرش سيصبح قريبا الشرطي الأول في إسرائيل.
(الأخبار)