نتنياهو يستعجل في واشنطن استئناف المفاوضات... وتعديل الائتلاف الإسرائيليتجدّدت المساعي الهادفة إلى دفع عجلة المفاوضات المتعثّرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مع وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن، بالتزامن مع توجّه وفد مصري إلى العاصمة الأميركية، وسط معلومات عن مبادرة جديدة في جعبته
يجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم، في مستهل زيارته للولايات المتحدة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للمنظمات والاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية في نيو أورليانز بولاية لويزيانا، وسط توقعات بتصدر عملية استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إلى جانب العلاقات الثنائيّة الأميركية ـــ الإسرائيلية والملف الإيراني لمباحثاتهما.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو في واشنطن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وتوقعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن يكون اللقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزيرة الخارجية الأميركية مهماً، وخصوصاً لجهة إمكان تجديد المفاوضات وحل قضية تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، في وقت حاول فيه مسؤولون أميركيون تبديد مخاوف العرب بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بتأكيدهم التزام الرئيس الأميركي، باراك أوباما، التوصل إلى تسوية للصراع العربي الإسرائيلي.
ونقلت«يديعوت أحرونوت» عن قادة في حزب «الليكود» مقربين من نتنياهو قولهم إن الأخير مهيّأ لإجراء تغييرات في تركيبة الائتلاف الحكومي، كما أنه مهيّأ لما وصف بأنه «هزة سياسية».
وبحسب المصادر نفسها، فإنه حتى نهاية عام 2010 سوف يتّضح ما إذا كان الائتلاف الحكومي سيستمر بتركيبته الحالية، أو قد تحصل تغييرات دراماتيكية. وأضافت المصادر أيضاً أن تشرين الثاني سيكون مهماً.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن من غير المتوقع أن يقدم نتنياهو في هذه المرحلة ما اصطلح على تسميته «البادرات الحسنة» من أجل تجديد المفاوضات التي توقفت مع تجدد البناء الاستيطاني ورفض إسرائيل تجديد تجميد البناء لعدة شهور، مقابل ضمانات من الإدارة الأميركية.
وتوقعت المصادر أن من الممكن فتح الطريق المسدود فقط بعد عودة نتنياهو لإجراء مشاورات في إسرائيل، فيما تجري الإدارة الأميركية مشاورات مع السلطة الفلسطينية.
وبحسب تقديرات قادة في «الليكود»، فإن حصول تقدم في المجال السياسي من الممكن أن يؤدي إلى تغيير في التركيبة الائتلافية، إلا أن طبيعة التغيير لا تزال ضبابية.
في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الإدارة الأميركية لن تكتفي بتجميد البناء الاستيطاني لمدة شهرين فقط، مقابل حصول نتنياهو على رسالة ضمانات سياسية وأمنية أميركية، بعدما تضاءلت حماسة الأميركيين بالاستجابة لمطالب نتنياهو في ما يتعلق بالضمانات التي عرضت سابقاً وإن لم تلغ نهائيّاً.
وقال موظفون أميركيون رفيعو المستوى لـ«هآرتس» إنه «جرى تغيير صيغة رسالة الضمانات»، لافتين إلى أنه خلال زيارة نتنياهو ستجري محاولة أخرى لبلورة حل لأزمة تجميد البناء الاستيطاني.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم الغضب الأميركي على نتنياهو بسبب رفضه الاقتراح الأميركي، إلا أن الإدارة الأميركية لا ترغب في الوصول إلى مواجهة في هذه المرحلة.
ووفقاً للتوقعات الإسرائيلية، فإن نائب الرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية سيمارسان ضغوطاً على نتنياهو، خلال لقائهما معه في الأيام المقبلة، من أجل الموافقة على تمديد تجميد البناء الاستيطاني أو الموافقة على التقدم في حل قضية الحدود، لكنهما لن يوجها إليه أصابع الاتهام وتحميله مسؤولية وصول المفاوضات إلى طريق
مسدود.
وفي السياق، بدأ المستوطنون حملة ضد تمديد تجميد الاستيطان، وسط توقعات بأن تمارس ضغوط على وزراء وأعضاء كنيست، بعد عودة نتنياهو من واشنطن بهدف التصديق على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.
وتتزامن زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، برفقة رئيس الاستخبارات اللواء عمر سليمان غداً إلى واشنطن يجريان خلالها مباحثات مع المسؤولين الأميركيين.
وفي السياق، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن جهود مصرية تبذل لإعداد مبادرة جديدة تكون بديلة في حال فشل الإدارة الأميركية بالخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات المباشرة. وحسب المبادرة التي يطلق عليها «خطة الموجة الثانية»، سيجري التنازل عن موضوع تجميد الاستيطان، في مقابل تنازلات إسرائيلية بعيدة المدى في المجالات الأمنية. ويشمل ذلك إعادة انتشار جديدة للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومنح صلاحيات أمنية إضافية للسلطة الفلسطينية.

حماسة الأميركيّين بالاستجابة لمطالب نتنياهو تضاءلت
وفي السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن «مصر لديها أفكار» تتعلق بكيفية الخروج من «الطريق المسدود» الذي وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، مؤكداً أن الوفد المصري «يتطلع للتعرف كذلك إلى الأفكار الأميركية».في غضون ذلك، بدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أول من أمس، زيارة رسمية لقطر تستغرق يومين في إطار جولة خليجية زار خلالها كلاً من الكويت والبحرين والإمارات على وقع دعوات أوروبية لتجميد البناء الاستيطاني.
إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، سعود الفيصل، إسرائيل بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية حتى التوصل إلى سلام نهائي مع الفلسطينيين، فيما حذّر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» من أن «فرص حل إقامة دولتين في الشرق الأوسط بدأت تتلاشى».
من جهته، أكد الفيصل أن الدول العربية قد تلجأ الى الأمم المتحدة بعد انقضاء مهلة الشهر التي منحتها لواشنطن من أجل إعادة تحريك المفاوضات.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز، أ ف ب)