خاص بالموقع - أكد مصدر سعودي مطّلع أن السلطات الأمنية في المملكة أبلغت نظيرتها الأميركية، فجر الجمعة الماضي، معلومات أمنية «ثمينة» تضمنت أرقام بوالص شحن الطرود المرسلة من اليمن، التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، ما عجّل في ضبط الطرود المفخخة في مطارات دبي وبريطانيا.وقال المصدر لصحيفة «الوطن» السعودية، في عددها الصادر أمس، إن أجهزة مكافحة الإرهاب السعودية سجّلت اختراقاً عالي المستوى في صفوف تنظيم «القاعدة» في اليمن، على صعيد المعلومات، أدى إلى إحباط هذه العملية الإرهابية التي استخدمت فيها شرائح «العجينة الكثيفة» لمادة «betn» المعروفة بشدة الانفجار إذا تفاعلت مع مادة أسيدية سائلة وضعت داخل علب الأحبار لطابعات كمبيوتر.
وأضاف المصدر أن «الكمية التي احتوتها الطرود 400 غرام تقريباً، أي خمسة أضعاف الكمية التي ضبطت مع عمر الفاروق المتهم بمحاولة تفجير طائرة دلتا»، مؤكّداً أن من أشهر العمليات الإرهابية التي استخدمت فيها مادة «betn» عملية تفجير طائرة «بان أميركيان» فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية والعملية الانتحارية لأبي همام الأردني، الذي فجّر 6 عملاء للاستخبارات الأميركية في أفغانستان وعميلاً سابعاً للاستخبارات الأردنية العام الماضي، وكذلك استخدمت في المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في رمضان قبل الماضي.
وكان مسؤول أميركي قد أعلن أنه يعتقد بأن سعودياً يعمل مع تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» هو أحد المشتبه فيهم الرئيسيين في عملية إرسال الطرود إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السعودي هو إبراهيم حسن عسيري المدرج على قائمة الإرهاب السعودية، وهو شقيق المفجّر الانتحاري في المحاولة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف.
وقال المسؤول الأميركي الذي رفض نشر اسمه، إن السلطات كانت تراقب عسيري عن كثب، في ضوء خبرته بالمتفجرات. وأضاف المسؤول أن هناك أيضاً إشارات إلى أنه ربما كان هو صانع القنابل في محاولة عيد الميلاد والهجوم الفاشل على الأمير محمد بن نايف العام الماضي.
من جهة ثانية، أعلنت الإدارة الأميركية لأمن وسائل النقل أنها أرسلت إلى اليمن خبراء مكلّفين بالمساعدة في تعزيز إجراءات التفتيش أثناء تحميل طائرات الشحن المتوجهة إلى الولايات المتحدة.
بدورها، أكدت السلطات اليمنية تطبيق «أساليب تفتيش غير اعتيادية» على الشحنات الخارجة من مطاراتها، إلا أنها أقرّت بأن الطردين المشبوهين المكتشفين في دبي وبريطانيا أخيراً قد اكتُشفا وفقاً لمعلومات استخبارية عالية المستوى، وكان من الصعوبة كشفهما بالوسائل المعتادة.
(أ ف ب، يو بي آي)