strong>مهدي السيّدأثار حريق غابات جبل الكرمل، والإخفاق الواضح في مواجهته، علامات استفهام كثيرة في إسرائيل وصلت حد التشكيك في قدرة إسرائيل على خوض الحروب المستقبلية في مواجهة حزب الله وسوريا وإيران، علاوة على التساؤل عما إذا كانت قدرة الردع الإسرائيلية قد تضررت جراء تداعيات الحريق.
وعلى الرغم من أن خبراء في الشؤون الأمنية في اسرائيل قللوا من الأبعاد الاستراتيجية لفشل مواجهة الحريق، حذر قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية من عدم جهوزية الجبهة الداخلية في أي مواجهة مستقبلية.
في هذا السياق، أعد محرر الشؤون العربية في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، روعي نحمياس، تقريراً عن إمكان تراجع قوة الردع الإسرائيلية في نظر العرب على اثر فشل مواجهة حريق الكرمل. ونقل عن اللواء احتياط غيورا آيلند قوله «على الرغم من كل الآلام، ليس لهذا الحدث اي أهمية استراتيجة، وقد يكون على العكس». وأوضح رئيس مجلس الأمن القومي السابق أنه «لا شك في أن جهاز الإطفاء كان الحلقة الأضعف في الحادث، لكن في أعقاب ذلك ستجري تقويته، لذلك من الناحية النظرية، إذا اندلعت مواجهة مع حزب الله، فإن جهاز الإطفاء سيكون أكثر جهوزية مما كان عليه سابقاً». وأضاف انه على الرغم من الخسائر البشرية في حريق الكرمل لكنه سيتيح معالجة نقاط الضعف التي انكشفت.
ورداً على سؤال عن إمكان محاولة إشعال حرائق داخل إسرائيل في المواجهات المقبلة، قال آيلند إن جنوب لبنان شبيه جداً بمنطقة الكرمل. وكشف أنه خلال عدوان تموز 2006، حاولت إسرائيل إضرام النيران في المحميات الطبيعية التابعة لحزب الله، لكن ذلك لم ينجح «لأن الأمر يتعلق بمتغيرات كثيرة». وأضاف «إذا أدارت إسرائيل المواجهة المقبلة مع حزب الله كما أدارتها في المرة السابقة، فلن تحقق الكثير»، مقترحاً إدارة الحرب بصورة مغايرة، «من خلال شن حرب ضد دولة لبنان».
ويعتقد آيلند أن إسرائيل قادرة على إلحاق ضرر لا يوصف بلبنان، وأنها تستطيع الانتصار في الحرب على لبنان خلال أيام معدودة إذا شنت حرباً شاملة.
بدوره، قال اللواء احتياط عوزي ديان، الذي شغل منصب نائب رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي، إن حريق الكرمل لم يضر بقوة الردع الإسرائيلي، وأضاف: «لدينا استنتاجات هامة من حريق الكرمل، لكن ليس من المحبذ لحزب الله وحماس فحص إن كانت قوة ردعنا قد ضعفت أم لا وما هي قوتنا الحقيقية».
وفي المقابل، قال القائد الأسبق للجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، اسحق غرشون، لمراسل صحيفة «هآرتس» إن حريق الكرمل كشف ما وصفه بـ«الواقع الأكثر خطورة» في ما يتعلق بجهوزية الجبهة الداخلية لمواجهة حالات الطوارئ، معتبراً أنه «أكثر خطورة من تلك التي شهدتها إسرائيل في حرب لبنان الثانية».
وأكد غرشون أن الفشل في السيطرة على الحرائق في جبل الكرمل وعدم الجهوزية لمواجهة مثل هذه الكوارث، ناتج عن خلل خطير في التركيبة البنيوية لجهاز الإطفاء والجبهة الداخلية الإسرائيلية. وشدد على أن جوهر هذا الخلل هو تبعية الجبهة الداخلية لوزارة الدفاع وللجيش.
وقال غرشون، الذي قدم استقالته بعد حرب لبنان الثانية بفترة وجيزة على اثر فشله في تجهيز الجبهة الداخلية لحالات الطوارئ، إن جهوزية الجبهة الداخلية أصبحت على رأس سلم الأولويات القومية بعد حرب لبنان الثانية لكن لم يحصل الكثير، موضحاً أنه أعد قبل حرب تموز 2006 ما وصفه بالخطط البعيدة المدى لتحصين الجبهة الداخلية، إلا أن القائد السابق للجيش، بوغي يعالون، رد على خططه بطلب أن تكون تكلفتها المالية أقل ما يمكن.
ويخلص الى القول إنه على الرغم من الانتقادات الشديدة على عدم جهوزية الجبهة الداخلية خلال حرب تموز 2006، لم يُفعل الكثير في ما يتعلق بتحصين المصانع الكيماوية في خليج حيفا على سبيل المثال، أو الموقع الاستراتيجة الحساسة، على الرغم من مرور 4 سنوات على الحرب، محذراً من «الثقة الزائدة بالنفس» في ما يخص جهوزية الجبهة الداخلية.