خاص بالموقع- لم تتوقف الاحتجاجات على محافظة سيدي بوزيد، حيث تمدّدت إلى معظم مدنها من سيدي بوزيد والمكناسي ومنزل بوزيان والرقاب والمزونة وجلمة، وانتقلت إلى العاصمة تونس، فتظاهر المئات احتجاجاً على البطالة.
وشارك في تظاهرات العاصمة نقابيون وحقوقيون وطلبة ومدونون من بطحاء محمد علي، أمام مقر الاتحاد التونسي للشغل، جابوا شارع المنجي سليم. ورفع المتظاهرون شعارات «عار عار يا حكومة الأسعار شعلت نار» و«الشغل استحقاق».
وقال النقابي سليمان الرويسي إن المسيرة هي رسالة لشبان سيدي بوزيد بأنهم ليسوا وحدهم، وإن مطالبهم مشروعة وتتطلب حلولاً عاجلة. وأضاف: «نحن هنا أيضاً لنقول كفى للمعالجة الأمنية؛ لأن الوضع سيزداد تعقيداً إذا استمر الوجود الأمني بسيدي بوزيد والرقاب والمزونة والمكناسي وبوزيان».
وشهدت مدينة بوزيان أعنف المواجهات منذ يوم الأربعاء. وأحرق المحتجون مركزاً للحرس وأربع حافلات للأمن وقطاراً. ولقي شاب يدعى محمد عماري، يبلغ من العمر 18 عاماً، حتفه برصاص في صدره أطلقه الحرس الوطني أثناء تظاهرات احتجاجية جرت أول من أمس. وذكرت وزارة الداخلية أن عدداً من رجال الأمن جُرحوا، اثنان منهم في حالة غيبوبة.
واستقدمت الشرطة تعزيزات من سيدي بوزيد وحاصرت مدينة منزل بوزيان ومنعت الدخول والخروج منها، وأوقفت عدداً كبيراً من الأشخاص. ورغم الهدوء الحذر الذي عاد أمس إلى المدينة، قال شاهد عيان: «أفقنا على محالّ مهشمة وعلى عمليات نهب وسرقة واستفزاز من البوليس للشبان، ما ينبئ بأن الوضع قد يعاود الانفجار في كل وقت».
وفي مدينة سيدي بوزيد، مبعث ثورة الاحتجاجات، أحرق محتجون مقر محافظة سوق الجديد بالمدينة. وتجددت المواجهات بين الشرطة والمحتجين، وقال شهود إن «هناك ضابط أمن أُصيب بعيار ناري أُطلق من بندقيات أحد أهالي سوق الجديد». وفي مدينة الرقاب، أضرم محتجون النار في مقر بنايات حكومية وأتلفوا متاجر وهشموا واجهات المحالّ.
وإلى مدينة المكناسي، تجددت الاشتباكات في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، عندما عمد عدد من المتظاهرين إلى إشعال النار في الإطارات المطاطية وإغلاق بعض الطرقات، ما دفع قوات الأمن إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
ورد المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة وسط هتافات تنادي بتحسين أوضاعهم المعيشية، حيث استمرت هذه الجولة الجديدة من التظاهر حتى الفجر.
وفي المزونة، انطلقت مسيرة سلمية للاحتجاج على عمليات دهم أمنية ليلية شملت عدداً من أحياء المدينة، شارك فيها عدد من نساء المدينة رفعن شعارات منها «التشغيل، حرية، كرامة وطنية». وطالبن بوقف عمليات الدهم والاقتحامات الليلية التي تنفذها قوات الأمن، والإفراج عن كل الموقوفين، وفك الحصار الأمني الخانق على جهة سيدي بوزيد.