حلّ وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط (الصورة) على العراقيين، أمس، كأرفع ضيف عربي يزور عاصمتهم منذ إعلان ولادة الحكومة الجديدة غير المكتملة. زيارة قصد منها الوزير المصري إعطاءها أهمية استثنائية، على اعتبار أن الملف العراق يكتسب، إضافة إلى الشأن اللبناني والملف السوداني والقضية الفلسطينية والمعضلة النووية الإيرانية، «أولوية في الدبلوماسية المصرية»، ذلك لأن العراق «كان ولا يزال يمثل الجناح الشرقي للأمة العربية»، على حد تعبير أبو الغيط في كلمة ألقاها أمام «الحزب الوطني الديموقراطي» عشية زيارته العاصمة العراقية.
والتقى الوزير المصري أرفع المسؤولين العراقيين، من رئيس الحكومة نوري المالكي، إلى رئيس البرلمان أسامة النجيفي، وصولاً لنظيره هوشيار زيباري الذي عقد معه مؤتمراً صحافياً مشتركاً، تمحور مضمونه حول عدد من العناوين:
تمتين الهوية العربية للعراق من خلال تعهد القاهرة أن تشارك بفاعلية في القمة العربية المقررة في بغداد بآذار المقبل، والديون المصرية المستحقة على العراق، أفراداً ومؤسسات وحكومة، والدور المصري في الاستثمار والتجارة والطاقة والكهرباء والإسكان في بلاد الرافدين.
وتعهّد رئيس الدبلوماسية المصرية وضع جميع إمكانات بلاده وخبراتها لدعم العراق، لافتاً إلى أنه «سيجري افتتاح رسمي للقنصلية المصرية في أربيل والبصرة التي تعمل حالياً».
أما عن أزمة الديون المصرية المستحقة على العراق، التي تعود إلى عهد النظام السابق، فقد لخصها أبو الغيط بأربعة ملفات: أولها ملف العمال المصريين، والثاني ديون الشركات الخاصة، والثالث القطاع الحكومي العام، وأخيراً مديونيات عسكرية.
أما زيباري، فقد كشف عن وجود «توجّه لتسوية الديون العالقة، وخصوصاً ملف المواطنين المصريين».
تجدر الإشارة إلى أن قيمة الديون العراقية لمصر تبلغ 1.6 مليار دولار، من بينها 553 مليون دولار هي ديون عامة و784 مليون دولار هي تعويضات العمال المصريين في العراق و222 مليون دولار لأصحاب شركات مصرية خاصة.
وكان أبو الغيط قد شدد، أمام مؤتمر الحزب الحاكم أول من أمس، على أن مصر «هي العمق الاستراتيجي لدول الخليج»، من دون أن ينسى تكرار مطالبته إيران بـ«عدم التدخل في شؤون البيت العربي».
(أ ف ب، يو بي آي)