سجّلت الولايات المتّحدة أكثر من 700 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس «كورونا»، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الضحايا في هذا البلد إلى 116850 شخصاً. وأظهرت بيانات نشرتها جامعة «جونز هوبكنز» التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن الفيروس، أنّ جائحة «كوفيد 19» حصدت في الولايات المتحدة خلال الـ 24 ساعة الماضية أرواح 740 شخصاً لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للفيروس الفتّاك في هذا البلد إلى أكثر من 116.850 وفاة. ووفقاً لوزارة شؤون قدامى المحاربين فإنّ عدد العسكريين الأميركيين الذي قُتلوا خلال الحرب العالمية الأولى يناهز الـ 116.500 عسكري.وكان عدد ضحايا الجائحة في الولايات المتّحدة قد تخطّى في نهاية نيسان/ أبريل عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في حرب فيتنام التي استمرت على مدى عقدين. وتخطّت حصيلة الوفيات اليومية بـ«كورونا» في الولايات المتّحدة عتبة الـ500 وفاة في نهاية آذار/ مارس الماضي وبلغت ذروتها في منتصف نيسان/ أبريل الماضي حين فاقت 3000 وفاة يومياً. لكنّ الولايات المتّحدة لا تزال تسجّل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بالفيروس يومياً، وهي تجد صعوبة في خفض هذا الرقم.

الحدود لا تزال مغلقة
من جهة أخرى وافقت الولايات المتحدة على إبقاء حدودها مع كندا والمكسيك مغلقة حتى 21 تموز/ يوليو المقبل، في تمديد هو الثالث للقيود المفروضة على السفر على خلفية «كوفيد 19»، وفق ما كشف مسؤولون أمس. وفيما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، تمديد إغلاق الحدود الأميركية ـــ الكندية، كشفت وزارة الخارجية المكسيكية بدورها أن حدودها مع الولايات المتحدة ستبقى مغلقة. وكانت الدول الثلاث التي تربطها اتفاقية تجارة حرة، قد أغلقت حدودها أمام السفر غير الضروري للمرة الأولى في 21 آذار/ مارس الماضي حين كان الفيروس يجتاح أميركا الشمالية، علماً بأن الإغلاق لم يشمل التبادل التجاري عبر الحدود.

أول تجمّع انتخابي
في شأن آخر يدرس البيت الأبيض اختيار موقع بديل يضم مساحة «خارجية» لاستضافة التجمع المقبل لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تلسا في ولاية أوكلاهوما، وسط تزايد المخاوف بشأن مخاطر انتشار «كورونا»، وذلك وفق ما أعلن نائب الرئيس مايك بنس، أمس.
وقال بنس إن العمل على برنامج التجمع المقرّر حالياً في ساحة داخلية تستوعب حوالى 20 ألف شخص، لا يزال «جارياً».
وسيكون حدث السبت المقبل، أول تجمع لترامب منذ الإغلاق المرتبط بـ«كوفيد 19»، وفي هذا الخصوص لفت بنس إلى أن ترامب «حريص على العودة إلى مسار الحملة والمشاركة في تجمعات صاخبة».
وفي حديثٍ مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أضاف نائب الرئيس: «تلقينا استجابة هائلة لدرجة أننا ندرس أيضا موقعاً آخر»، مشيراً إلى أن أكثر من مليون شخص قد تقدموا بطلبات للحصول على تذاكر. وتابع: «نحن أيضاً ننظر في الأنشطة الخارجية، وأعلم أن فريق الحملة سيُبقي الجمهور على إطلاع مع تطور الأمور».
ورغم اتخاذ المنظمين احتياطاتهم، سيتعيّن على مؤيدي ترامب أن يتعهدوا بعدم اتخاذ أي إجراءات قضائية ضد الحملة إذا أصيبوا بـ«كوفيد 19» أثناء مشاركتهم في التجمع. وقال بنس: «سنقوم بفحص درجة الحرارة وسنوفر مطهّرات اليد وكمامات للحضور».

تحرّك قضائي ضد كتاب بولتون
في شأن قضائي رفعت إدارة ترامب أمس، دعوى قضائية لمنع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون من نشر كتاب يُتوقّع أن يرسم فيه صورة قاتمة جداً عن الرئيس الجمهوري وطريقة حكمه. والدعوى التي رُفعت أمام محكمة فدرالية في واشنطن تطلب «منع نشر الكتاب» بدعوى أنّ بولتون لم يحز على موافقة على النصّ بأكمله ما يجعل مؤلَّفه «في انتهاك واضح للاتفاقات التي وقّع عليها كشرط لتوظيفه ولاطّلاعه على معلومات سرية للغاية».
ومن المقرّر أن يُنشر كتاب بولتون وعنوانه «The Room Where It Happened: A White House Memoir» في الـ23 من الشهر الجاري. وشغل بولتون السياسي المثير للجدل ذو النهج المتشدّد منصب مستشار الأمن القومي لترامب قبل أن يستقيل في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد خلافات مع الرئيس، وخصوصاً حول كوريا الشمالية وحركة «طالبان» في أفغانستان.
وبعد الاستقالة تحوّلت العلاقة بين ترامب وبولتون إلى عداوة علنية، ويتوقّع مراقبون أن يتضمّن كتاب بولتون معلومات حساسة حول أسلوب إدارة الرئيس الأميركي للبلاد. وتروّج دار نشر «سايمن أند شوستر» للكتاب بعبارة «هذا هو الكتاب الذي لا يريدك دونالد ترامب أن تقرأه».
ويوثّق بولتون في كتابه ما يعتبره مخالفات تستدعي الإقالة ارتكبها ترامب وتتعدى الضغوط التي مارسها على أوكرانيا للتحقيق في شأن منافسه الديمقراطي جو بايدن وأدّت إلى اتهامه من قبل الديمقراطيين ومحاكمته في الكونغرس. وتعتبر إدارة ترامب أنّ بولتون خرق القواعد الأساسية للسريّة برفضه انتظار موافقة مجلس الأمن القومي على النص.
ووفقاً لملف الدعوى فإنّ مجلس الأمن القومي وجد «كمّاً كبيراً من المعلومات المصنّفة سريّة طلب من المدّعى عليه حذفها»، لكنّ الأخير »استاء على ما يبدو من وتيرة مراجعة مجلس الأمن القومي» للنصّ. كما ورد في الملف أنّ المدّعى عليه «من دون أن يعطي أي إشعار لمجلس الأمن، كشفت تقارير صحافية أنه يعتزم ودار النشر إصدار الكتاب في 23 حزيران/يونيو، من دون إنجاز عملية المراجعة التي تسبق النشر». وتابع الملف أنه «ببساطة، المدّعى عليه أبرم اتفاقاً مع الولايات المتحدة كشرط لتوليه أحد أكثر المناصب حساسية وأهمية في مجلس الأمن القومي التابع للحكومة الأميركية، ويريد الآن التملّص من هذا الاتفاق».

تخفيف العقوبات عن «هواوي»
أعلنت الولايات المتّحدة أنّها وفي سبيل حماية مصلحة الشركات الأميركية، قرّرت تعديل العقوبات المفروضة على عملاق الاتصالات الصيني «هواوي» والتي تمنعه من استخدام تكنولوجيا أميركية في تمديد شبكات الجيل الخامس لأنظمة الاتصالات.
وكانت إدارة ترامب فرضت في منتصف أيار/ مايو عقوبات على المجموعة الصينية منعتها بموجبها من تطوير أشباه الموصلات في الخارج بالاعتماد على التكنولوجيا الأميركية. غير أنّ وزارة التجارة الأميركية أعلنت في بيان مساء أول من أمس، أنّ هذا التدبير «لا ينبغي أن يمنع الشركات الأميركية من المشاركة في تطوير معايير مهمة» في شبكات الجيل الخامس.
وفي الواقع فإنّ التدبير الأميركي يحدّ كثيراً من مجال المناورة الذي تتمتع به «هواوي»، ثانية كبرى المجموعات العالمية في سوق الهواتف المحمولة، لكنّه يؤثّر أيضاً على لاعبين آخرين في هذا القطاع يعتمدون على «هواوي»، ويؤثّر كذلك على سلاسل التوريد العالمية. ونقل البيان عن وزير التجارة ويلبر روس قوله إنّ «الولايات المتّحدة لن تتخلّى عن دورها كرائد في الابتكار العالمي».
وكان القرار الصادر في منتصف أيار/ مايو منع هواوي من شراء أشباه الموصلات «المنبثقة مباشرة» من المعرفة الأميركية. وهذه المكوّنات الإلكترونية ضرورية في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، لكنّها ضرورية أيضاً في الصناعة وقطاعي الطيران والسيارات. وبموجب بيان وزارة التجارة الأميركية فإنّ «هواوي» ستتمكن من الوصول إلى تقنيات أميركية معيّنة «من أجل تطوير معايير». وأوضح وزير التجارة الأميركي أنّ «هذا الإجراء يعترف بأهمية استغلال البراعة الأميركية لتعزيز وحماية اقتصادنا وأمننا القومي».